بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد يا أخي الكريم إحتفظ بمذكرة في جيبك ترتب لك أعمالك وتنظم أوقاتك وتذكرك بمواعيدك وتكتب بها ملاحظاتك، وابدأ الناس بالسلام وحيهم بالبسمة وأعرهم الإهتمام لتكن حبيبا إلى قلوبهم قريبا منهم، وثق بنفسك ولا تعتمد على الناس وإعتبر أنهم عليك لا لك وليس معك إلا الله ولا تغتر بإخوان الرخاء، واحذر كلمة سوف وتأخير الأعمال والتسويف بأداء الواجب، فإن هذا أول الفشل والإخفاق، واترك التردد في اتخاذ القرار.
وإياك والتذبذب في المواقف بل اجزم واعزم وتقدم، ولا تضيع عمرك في التنقل بين التخصصات والوظائف والمهن، فإن معنى هذا أنك لم تنجح في شيء، وروي أنه كان النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم في نوبة السيدة عائشة رضي الله عنها وبعد أن ناما، أتى جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم فبلغه أمر الله تعالى بأن يذهب ويدعو ويستغفر لأهل البقيع، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم على الفور، فأفاقت السيدة عائشة رضي الله عنها فتحسست النبي صلى الله عليه وسلم في فراشه فلم تجده فظنت به سوءا من غيرتها، أي ظنته ذهب إلى إحدى نسائه، فإرتدت ملابسها وخرجت تبحث عنه فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم راجع من البقيع فعادت مسرعة ودخلت في الفراش فعندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم بيتها وجدها تجد في النفس من تحت الغطاء.
أي تتنفس بسرعة من أثر الركض، فسألها قائلا لعلك ذلك الزوال؟ فقالت نعم، فضربها بيده الشريفة على صدرها ضربة خفيفة وقال صلى الله عليه وسلم أتظني أن يحيف الله عليك ورسولة؟ فما كان هذا منها إلا بسبب الغيرة، وما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك وما عنفها وما طلقها كما يفعل رجال اليوم، على أقل خطأ يطلق أو يحلف بالطلاق، فما جعل الله القوامة بيدك إلا لأنك تتحكم بعواطفكَ وتحكمَ عقلك أكثر من النساء، وكما أخبرنا الحسين بن حريث قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال سألت الزهري عن التي استعاذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أخبرني عروة عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن الكلابية لما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قالت أعوذ بالله منك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لقد عذت بعظيم إلحقي بأهلك ” رواه النسائي، فبعد هذا القول وهذا التعوذ من النبي صلى الله عليه وسلم لم يعنفها وما زاد على قول “لقد عذت بعظيم إلحقي بأهلك ” وهي من كنايات الطلاق، وعن قتادة عن أبي نهيك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من إستعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بوجه الله فأعطوه ” رواه أحمد، وعن حمزة بن أبي أسيد عن أبي أسيد رضي الله عنه قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى إنطلقنا إلى حائط يقال له الشوط حتى إنتهينا إلى حائطين فجلسنا بينهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم إجلسوا ها هنا ودخل وقد أتي بالجونية فأنزلت في بيت في نخل في بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل.
ومعها دايتها حاضنة لها فلما دخل عليها النبي صلى لله عليه وسلم قال هبي نفسك لي قالت وهل تهب الملكة نفسها للسوقة قال فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن فقالت أعوذ بالله منك فقال قد عذت بمعاذ ثم خرج علينا فقال يا أبا أسيد إكسها رازقيتين وألحقها بأهلها ” رواه البخاري.