قادة خلدها الإسلام (طارق بن زياد)

بقلم / عاشور كرم

طارق بن زياد قائد عسكري مسلم قاد الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية خلال الفترة الممتدة بين عامي ٧١١ م : ٧١٨ م بأمر من موسى بن نصير والي أفريقية في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك. ينسب إلى طارق بن زياد إنهاء حكم القوط الغربيين لأسبانيا وإليه أيضًا ينسب ((جبل طارق)) وهو الموضع الذي وطأه جيشه في بداية فتحه للأندلس. يعتبر طارق بن زياد أحد أشهر القادة العسكريين في التاريخين الأيبيري والإسلامي وتعد سيرته العسكرية من أنجح السير التاريخية فهو طارق بن زياد بن عبد الله بن ولغو (رفهو) بن ورفجوم بن نبرغاسن بن ولهاص بن يطوفت بن نفزاو أو طارق بن زياد بن عبدالله الليثي
فكان ولاءه للدولة الأموية أو الخلافة الأموية أو دولة بني أمية والتي امتد حكمها من (٤١ – ١٣٢ هـ / ٦٦٢ – ٧٥٠ م) وهي أكبر دولة وثاني خلافة في تاريخ الإسلام وواحدة من أكبر الدول الحاكمة في التاريخ كان بنو أمية أولى الأسر المسلمة الحاكمة إذ حكموا من سنة ٤١هـ (٦٦٢م) إلى ١٣٢ هـ (٧٥٠م)، وكانت عاصمة الدَولة في مدينة دمشق فبلغت الدولة الأُموية ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك إذ امتدت حدودها من أطراف الصين شرقا حتى جنوب فرنسا غربا وتمكنت من فتح إفريقية والمغرب والأندلس وجنوب الغال والسند وما وراء النهر
وبعد نجاح العمليات العسكرية لطارق بن زياد تم لموسى بن نصير السيطرة على كامل المغرب الأقصى وامتد النفوذ الأموي الإسلامي إلى تلك المناطق وأصبحت من حينها جزءا من العالم الإسلامي غير أنه بقيت فقط سبتة التي كان يحكمها حاكم قوطي يدعى يوليان خارج نطاق سيطرة المسلمين وكانت عادة أشراف القوط أن يرسلوا أولادهم إلى بلاط ملكهم للتعليم والتنشئة هناك وحدث أن اغتصب لذريق ملك القوط ابنة يوليان مما أغضبه وقرر أن ينتقم بدعوة المسلمين لغزو القوط كما يبدو أن يوليان هذا كان يمتلك بعض الإقطاعات في جنوبي أيبيريا وهو على صلات حسنة مع حكام البلاد السابقين ل غيشطة وتحالف مع أخيلا المطالب بالعرش الإسباني للتخلص من حكم لذريق كما كان رسول آل غيشطة إلى المسلمين ولما تاخم المسلمون حدود بلاده وجد في قوتهم خير من يساعده في تحقيق هدفه كما أراد أن يقدم إليهم خدمة جليلة بعد أن أضحوا أسياد المنطقة فقرر أن يؤدي دور الوسيط في تشجيعهم على العبور إلى إسبانيا فراسل موسى بن نصير وقيل طارق بن زياد يدعوهم لعبور المضيق وغزو القوط وأعد لهم السفن اللازمة للعبور وبين لهم حسن البلاد وفضلها وما تحتويه من الخيرات وهون حال رجالها ووصفهم بالضعف ويبدو أن طارق بن زياد كان يراوده حلم اجتياز المياه إلى الضفة المقابلة كما أنه في الواقع أنه لم يكن لدى موسى بن نصير ما يدعوه إلى رفض هذه الفكرة ذلك لأن الأمر قد يتطور إلى صورة فتح إسلامي شامل لهذا البلد يدخله في دائرة الدولة الإسلاميَّة إلا أن عملا ضخما من هذا النوع لا بد وأن ينال موافقة الخليفة في دمشق لذلك كتب موسى بن نصير إلى الوليد بن عبد الملك يبلغه عرض يوليان ويستأذنه في العبور تردد الوليد في بادئ الأمر خشية على المسلمين من أن يغرر بهم وأمر موسى بأن يتروى في الأمر وأن يختبر البلاد بالسرايا بناء على هذا أرسل موسى أحد ضباطه ويدعى طريف بن مالك وهو من البربر على رأس قوة عسكرية وأمره بالغارة على ساحل إسبانيا الجنوبي نزل طريف وجنوده في جزيرة بالوماس وأغار على المناطق التي تليها إلى جهة الجزيرة الخضراء وأصاب سبيا كثيرا وعاد محملا بالغنائم فأقنعت هذه الحملة كلٍ من الخليفة وموسى بن نصير بضعف وسائل الدفاع الإسباني

وأخيرا اختتم حديثي بأن
طارق بن زياد بن عبدالله الليثي
كان مولده ببلاد المغرب ومع اختلاف في تاريخ مولده في الفترة ما بين ٥٠ هـ / إلي ٦٧٠ م أو ٥٧ هـ/ ٦٧٩ م وتوفي بدمشق ببلاد الشام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.