بقلم / عاشور كرم
بعد مشاركة الزبير بن العوام في غزوة بدر الكبري شهد الزبير بن العوام غزوة أحد وكان من الذين انتدبهم النبي محمد ليتتبعوا جيش قريش بعد انتهاء المعركة فقال تعالي (( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ )) قالت عائشة رضي الله عنها لعروة: يا ابن أختي كان أبوك منهم: الزبير وأبو بكرٍ لما أصاب رسول الله ﷺ ما أصاب يوم أحد وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا قال: من يذهب في إثرهم فانتدب منهم سبعين رجلا قال: كان فيهم أبو بكر والزبير
ولما رجع المسلمون إلى المدينة المنورة ومعهم الأسرى أمره النبي محمد أن يضرب عنق أبي عزة الجمحي، قال ابن هشام كان رسول الله ﷺ أسره ببدر ثم من عليه (أي بالفداء) فقال: يا رسول الله، أقلني، فقال رسول الله ﷺ: والله لا تمسح عارضيك بمكة بعدها وتقول: خدعت محمدا مرتين اضرب عنقه يا زبير فضرب عنقه) وكان من أخبار الزبير يوم أحد مراقبته للصحابي أبي دجانة حيث أخرج النبي محمد سيفا فقال: (من يأخذه بحقه) فقام إليه الزبير فلم يعطه أياه وأعطاه أبا دجانة فيقول الزبير: (وجدت في نفسي حين سألت رسول الله ﷺ السيف فمنعنيه وأعطاه أبا دجانة وقلت: أنا ابن صفية عمته ومن قريش وقد قمت إليه وسألته إياه قبله فأعطاه أبا دجانة وتركني والله لأنظرن ما يصنع فاتبعته فأخرج عصابة له حمراء فعصب بها رأسه فقالت الأنصار: أخرج أبو دجانة عصابة الموت وهكذا كانت تقول له إذا تعصب فخرج وهو يقول:
أنا الذي عاهدني خليلي ونحن بالسفح لدى النخيل
أن لا أقوم الدهر في الكيول أضرب بسيف الله والرسول فجعل لا يلقى أحدا إلا قتله وكان في المشركين رجل لا يدع جريحا إلا ذفف عليه فجعل كل منهما يدنو من صاحبه فدعوت الله أن يجمع بينهما فالتقيا فاختلفا ضربتين فضرب المشرك أبا دجانة فاتقاه بدرقته فعضيت بسيفه وضربه أبو دجانة فقتله ثم رأيته قد حمل السيف على مفرق رأس هند بنت عتبة ثم عدل السيف عنها فقلت: الله ورسوله أعلم )
كما شهد الزبير غزوة الخندق وقتل فيها نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي يقول ابن إسحاق (فضربه فشقه باثنتين حتى فل في سيفه فلا وانصرف وهو يقول: إني امرؤ أحمي وأحتمي عن النبي المصطفى الأمي ولما سرت الشائعات بين المسلمين بأن قريظة قد نقضت عهدها معهم وكان الرسول محمد يخشى أن تنقض بنو قريظة العهد الذي بينهم وبينه ولذلك انتدب الزبير بن العوام ليأتيه من أخبارهم فعن جابر بن عبد الله بن حرام قال: ( قال رسول الله ﷺ يوم الأحزاب من يأتينا بخبر القوم فقال الزبير: أنا ثم قال: من يأتينا بخبر القوم فقال الزبير: أنا ثم قال: من يأتينا بخبر القوم فقال الزبير: أنا ثم قال: إن لكل نبي حواري وإن حواري الزبير )فذهب الزبير فنظر ثم رجع فقال: (يا رسول الله رأيتهم يصلحون حصونهم ويدربون طرقهم وقد جمعوا ماشيتهم) وجمع النبي أبويه للزبير في ذلك اليوم فعن عبد الله بن الزبير قال: الزبير بن العوام كنت يوم الأحزاب جعلت أنا وعمر بن أبي سلمة في النساء فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثا فلما رجعت قلت: يا أبت رأيتك تختلف ؟ قال: أو هل رأيتني يا بني ؟ قلت: نعم قال: كان رسول اللهِ ﷺ قال: من يأت بني قريظة فيأتيني بخبرهم فانطلقت فلما رجعت جمع لي رسول الله ﷺ أبويه فقال: فداك أبي وأُمي
وشهد الزبير غزوة خيبر وقتل فيها ياسر بن أبي زينب اليهودي أخا مرحب فذكر ابن إسحاق: (أن أخا مرحب وهو ياسر خرج بعده وهو يقول: هل من مبارز؟ فزعم هشام بن عروة أن الزبير خرج له فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب: يقتل ابني يا رسول الله فقال: (بل ابنك يقتله إن شاء الله) فالتقيا فقتله الزبير فكان الزبير إذا قيل له: والله إن كان سيفك يومئذ صارما يقول: والله ما كان بصارم ولكني أكرهته) وعندما فتح الرسول مكة من كان الزبير بن العوام ممن أرسلهم النبي محمد مع علي بن أبي طالب ليمسكوا بالمرأة التي كانت تحمل رسالة حاطب بن أبي بلتعه فذهب علي والزبير والمقداد فأمسكوا بالمرأة في (روضة خاخ) على بعد اثني عشر ميلا من المدينة وهددوها أن يفتشوها إن لم تخرج الكتاب فسلمته لهم ولما دخل المسلمون مكة كان الزبير حامل أحد رايات المهاجرين الثلاث في فتح مكة حيث جعل النبي خالد بن الوليد على المجنبة اليمنى وجعل الزبير على المجنبة اليسرى وجعل أبا عبيدة على البياذقة وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة فلما مر بأبي سفيان قال له: (اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة اليوم أذل الله قريشاً) فلما حاذى الرسول محمد أبا سفيان قال: (يا رسول الله ألم تسمع ما قال سعد؟) قال: (وما قال؟)فقال:كذاكذا فقال عثمان وعبد الرحمن بن عوف: (يا رسول الله ما نأمن أن يكون له في قريش صولة) فقال الرسولُ محمد: (بل اليوم يوم تعظم فيه الكعبة اليوم يوم أعزالله فيه قريشا ) ثم أرسل إلى سعد فنزع منه اللواء ودفعه إلى ابنه قيس بن سعد بن عبادة وقيل أن اللواء لم يخرج عن سعد وقيل:بل دفعه إلى الزبير
ونصب الزبير راية الرسول محمد بالحجون عندمسجد الفتح وضرب له هناك قبة فلم يبرح حتى جاءه الرسول فقال له العباس بن عبد المطلب يا أَبا عبداللَّه أَها هنا أَمرك رسول اللَّه ﷺ أَن تركز الراية
وأخيرا اختتم حديثي بأن
كان للزبير أحد عشر ابنا وتسع بنات وكان يسمي أبناءه بأسماء الشهداء
وتزوج من ثماني نساء كانت أسماء بنت أبي بكر أول زوجاته