عليكم بتطوير الذات


بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن القلوب المملوءة بالحقد والحسد والضغينة والبغضاء يؤدي ذلك إلى فساد الجسد كله، وإن من رحمة الله تعالي بنا أن أخفى علينا أمراض القلوب، فلو أن القلوب انكشفت ورأى كل إنسان ما يضمره الآخر له من حقد وعداوة وأمراض، ما دفن أحد أحدا، وقد جاء في الأثر ” لو تكاشفتم ما تدافنتم” وإنه يتحقق تطوير الذات بتعزيز نقاط القوة والتركيز على الهدف والنظرة المستقبلية المتفائلة للأمور وتهذيب النفس، وتطوير الفكر والمهارات، وتعزيز الثقة بالنفس، والإيمان بأن الفشل هو محطة للوصول للهدف، فإن عندما يرحل أحدهم، فذلك لأن أحدا آخر على وشك الوصول، فتفاءل دائما، وإعلم أن كلمة آسف وأعتذر لك ليست كلمة مذلة للنفس، بل هى كلمات تقال لكى يعرف الشخص الآخر، أنك لا تريد خسارته، فكن السبب في أن يبتسم أحد كل يوم، فإذا تمالكت أعصابك في لحظة غضب واحدة.

ستوفر على نفسك أياما من الحزن والندم، وما يعتقده الآخرون عنك ليس من شأنك، وما تعتقده عن نفسك هو شأنك مدى الحياة، وإن من السهل أن تكره ومن الصعب جدا أن تحب، فهذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور في الحياة، وكل الأشياء الجيدة من الصعب القيام بها وتحقيقها، وكل الأشياء السيئة من السهل جدا الاعتياد عليها، وإن المعرفة الحقيقية، هي أن تعرف حدود جهلك من ارتكب خطأ ولا يحاول إصلاحه، فقد ارتكب خطأ آخر، ولا تستصغر أى معروف أسديته إلى إنسان، فقد يكون هذا المعروف الصغير قد احتل جزءا كبيرا في قلبه، وبدلا من انشغالك بتصحيح ظنون الناس بك أو إقناعهم بالإيمان بقدراتك، انشغل بعملك وبإنجاز ما سيغير ظنونهم تلقائيا، فإنه ليس خطأك أن تولد فقيرا، ولكنه خطؤك أن تموت فقيرا، فما أشقى الرجل الذي يملأ بطنه بالطعام طوال اليوم، دون أن يجهد عقله في شيء.

فيصعد ماء البحر المالح إلى السماء بخارا، فيكون غماما ثم يعود إلى الأرض غيثا عذبا نقيا، فاصعد بأخلاقك عاليا وانظر كيف سيكون المردود، فعندما يغلق باب يفتح باب آخر، لكننا ننظر لفترة طويلة بندم إلى الباب المغلق ولا نرى الباب المفتوح، ويرى الناجح حلا لكل مشكلة، أما الفاشل فيرى المشكلة فى كل حل، وأن هناك إنسان لا يتقبل أو لا يتلقى الحديث عنه بالترحاب وغالبا معظم الناس لا يرحبون بهذا لأننا نحن ننظر إلى حياتنا، الاجتماعية نظرة أنانية فنحن يهمنا دائما ما يتصل بالجانب الفردى لدينا و لا نهتم بالقضية الاجتماعية مع أن معظم الجانب الاجتماعي أو الحياة الاجتماعية تشكل أهم مورد لسعادة الإنسان ولأمنه ولاستقراره ولنموه فنحن حين نولد لا نعرف شيئا ويعني المشاعر واللغة ومعايير الخطأ والصواب ومعايير الخير والشر فكل هذا يكتسب من المجتمع لكن للأسف هذا الجانب دائما يلقى الإهمال حتى الكتب التي تكتب.

في هذا لا تتقبل بالترحيب، مثل الكتب التي تدور حول المسائل الشخصية وهذا سوء فهم للقضية فإن المفهوم الأول هو أن يسعى الإنسان أن يؤهل نفسه للعمل ضمن فريق وإن من المهم أن ندرك أن اجتماع الناس بعضهم مع بعض دائما يولد توترات ودائما يولد مشكلات وهى لأن أهواؤنا مختلفة أمزجتنا مختلفة وأفهامنا مختلفة ورؤانا مختلفة وتربيتنا مختلفة ومصالحنا مختلفة، ولذلك حين نلتقى فإن هذا اللقاء هو معقد للابتلاء الاجتماعي والله عز وجل جعل لقاء الناس بعضهم مع بعض نقطة ابتلاء يبلو بعضنا ببعض ويختبر بعضنا من خلال البعض الآخر، لذلك الناس الذين يشتغلون ضمن مجموعات دائما بينهم توتر وبينهم مشكلات وبينهم سوء فهم متبادل وبالتالي فالمطلوب من كل واحد منا، ولا بد أن يعمل ضمن فريق شاء أم أبى لأن هكذا طبيعة الحياة اليوم فلابد أن يؤهل نفسه للعمل ضمن فريق تأهيل النفس.

للعمل ضمن فريق يحتاج إلى أشياء كثيرة يحتاج إلى الصبر يحتاج إلى الحلم، ويحتاج إلى الصفح ويحتاج إلى التسامح ويحتاج إلى أن نحافظ على أسرار عمل الفريق ويحتاج إلى أن نتقبل النقد ويحتاج إلى أن نكتم الغضب أو ندير الغضب ونعبر عن مشاعرنا بطريقة صحيحة ونقابل الغلط بشيء من التحمل فأشياء كثيرة أخلاقيات كثيرة مطلوبة حتى نستطيع أن نؤهل أنفسنا للعمل ضمن فريق أن نفهم طبيعة العمل العمل الذى نحن نشترك به، نكون فهما جيدا عنه وهو أن أفهم دورى أنا تماما فى هذا العمل وما الذى يساعدنى على القيام بهذا الدور بشكل جيد إذا نحن فعلنا هذا، ونشرنا هذه الثقافة فدائما سيتحسن الأداء وهو أداء المجموعات وأداء الفرقاء وأداء الجماعات وأداء الأحزاب وأداء المؤسسات كله سيتحسن حين كل واحد يحاول أن يشذب الزوائد في شخصيته ويحاول أن يحسن من أخلاقه الاجتماعية من تقبله للآخرين ومن تقبل الآخرين له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.