زوجة نوح عليه السلام


بقلم / محمـــد الدكـــروري

إنه يُشار إلى أن زوجة نوح عليه السلام هي واعلة التي ضرب الله بها مثلا للزوجة التي تخون زوجها، وذلك برفضها الإيمان بالحق الذي جاء به من عند ربه، وقد عاش قوم نبى الله نوح عليه السلام في منطقة جنوب العراق قريبا من الكوفة، وقد اختلف أهل التفسير في مدة حياة نبى الله نوح عليه السلام لعدم ثبوت نص صريح في ذلك، فقد رُويت عن الصحابة والتابعين الكرام عدة أقوال عن مدة حياته عليه السلام فنقل ابن كثير عن قتادة أن نبى الله نوح عليه السلام لبث في قومه قبل أن يبعث ثلاثمائة سنة، ثم لبث ثلاثمائة سنة أخرى يدعوهم فيها إلى التوحيد والإيمان، ثم لبث ثلاثمائة وخمسين سنة بعد الطوفان، فتكون مدة حياته كاملة ألف سنة إلا خمسين، وذكر ابن أبي حاتم قولا عن كعب الأحبار.

يذكر فيه أن نبى الله نوح عليه السلام لبث يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم لبث سبعين عاما بعد الطوفان، وجاء عن ابن عباس أيضا أنه عاش ألفا وأربعمائة سنة، وهذا قول وهب بن منبه، وجاء عن عكرمة أن مدة حياته كاملة كانت ألف وسبعمائة سنة، وكما جاء عن عون بن أبي شداد أن نبى الله نوح عليه السلام لبث في قومه ثلاثمائة وخمسين سنة قبل أن يُبعث، ثم بعثه الله فلبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم توفاه الله بعد الطوفان بثلاثمائة سنة، فيكون عمره كاملا ألف وستمائة وخمسين سنة، ورُوي عن ابن عباس أن نبى الله نوح عليه السلام بعثه الله وعمره أربعون سنة، ثم كانت مدة مُكثه بين قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم توفاه الله بعد ستين عاما من الطوفان، فيكون عمره ألف وخمسين سنة.

ولم تثبت قبور الأنبياء عليهم صلوات الله، بالتعيين إلا بالبقعة، أو المنطقة، وليس بالتعيين المخصوص بالقبر كقبر النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وما ثبت بخصوص بقية قبور الأنبياء إنما يتعلق بالبقعة والمنطقة التي دُفنوا فيها دون ذكر لمكان القبر على التعيين، واختلف العلماء في مكان قبر نبى الله نوح الله عليه السلام على رأيين، وهما أن قبره موجود ما بين الركن، وزمزم في المسجد الحرام، والمقام، وهو قول ابن سابط، وقيل أن قبر نبى الله نوح الله عليه السلام موجود في قرية اسمها الكرك عند سفح جبل في لبنان يعرف بإسم جبل الدير، وهو قول سبط ابن الجوزى، وكان نبى الله نوح الله عليه السلام هو أول رسول يرسله الله إلى الناس في الأرض، وقد بدأ رسالته بدعوة قومه إلى التوحيد والإيمان بالله وحده.

وقد خاطب نبى الله نوح الله عليه السلام قومه لأنهم أهله وعشيرته، وهم مظنة النصر والعون على الشدائد، فكان لا بد من استثارة مشاعرهم، وعواطفهم بتذكيرهم بحق القرابة عليهم، ثم بيّن نبى نوح الله عليه السلام لقومه حقيقة التوحيد بإثبات الألوهية لله عز وجل ونفيها عمن سواه، وأنه لا إله إلا الله، ولا مستحق للعبادة سواه، فهو الذي ينبغي أن تتعلق به القلوب وحده، وهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه، ثم ذكر نبى الله نوح الله عليه السلام قومه بعذاب الله تعالى، الذي أعده لمن يكفر بدعوة أنبيائه، ثم دعاهم إلى الإيمان باليوم الآخر، وساق لهم الأدلة التي تثبت هذا اليوم، بذكر أحوال الناس قبل البعث، وانتقالهم من طور إلى آخر، فهم يبعثون من قبورهم التي انتقلوا إليها في الدنيا، إلى الحساب، والوقوف على الصراط، فتكون الجنة مصيرهم إن هم آمنوا، أو النار إن هم جحدوا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.