بقلم / د. عبير مدين
مصر…. هذه الدولة الغنية بالثروات الطبيعية كما درسنا في مادة الجغرافيا عبر سنواتنا الدراسية المختلفة واحدة من دول قارة أفريقيا أغنى قارة على الأرض واكبرهم ومع ذلك دول هذه القارة في حالة عوز بلا حدود وهذا إن دل فيدل على أن الثروة الحقيقية هي تلك الجواهر التي حفظها الخالق داخل جماجم عظمية الثروة الحقيقية في عقول مفكرة مبدعة تستطيع التأثير في غيرها واستغلال أبسط المواد لتحقيق النجاح وجني ثروات بلا حدود.
ربما تابع الكثير منا خلال الايام الماضية كيف حقق مارك زوكربيرج نجاحا جديدا بتطبيقه الجديد ثيردز منافسا لواحد من أغنى أغنياء العالم وهو ايلون ماسك مالك تطبيق تويتر، هؤلاء حققوا نجاحات باهرة وثروات طائلة بالاستثمار في التكنولوجيا والسيطرة على عقول البشر في كل ارجاء المعمورة تطبيقات رقمية معامل لغسيل العقول وإعادة برمجتها، سوق مفتوح لبيع معلومات استخبارية واستراتيجية تعرض أمن الدول للخطر مقابل عددا من اللايكات وبعض التعليقات المحفزة لنشر المزيد جميعنا أصبحنا جواسيس لهم ننشر أدق تفاصيل حياتنا ومشاكل مجتمعنا وازماتنا ليسهل لهم التلاعب بنا! اي خيبة اصبحنا عليها!
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي والالعاب الالكترونيه احتلالا من نوع جديد واصبحنا لها عبيدا طواعية وعن طيب خاطر نستقي معلوماتنا منها مهما كانت مغلوطة لدينا ثقة عمياء بها سلمنا اطفالنا لهم فزرعوا ثقافات غريبة في عقولهم وصرفوهم عن تحصيل العلوم فحصدنا نحن زومبي وجيل بلا هويه! في الوقت الذي يعلمون أطفالهم الاستخدام الأمثل لهذه التكنولوجيا!
لا يغرنك دعوات الشذوذ التي يتبناها هذا العالم فهي من وجهة نظري مجرد خطة للقضاء على عديمي النفع بمنعهم من التكاثر الجنسي وبالتالي يتخلصوا منهم على المدى البعيد وينخفض عدد سكان العالم للمليار الذهبي بطريقة موازية للحروب التي تحصد أرواح الملايين من البسطاء!
هذه النخبة الحاكمة للعالم من وراء ستار باعوا لدول العالم هواء وتلاعبوا بعقولهم وأشعلوا حروبا بينهم واستولوا على خيرات البلاد واستقطبوا العقول المفكرة فيها تاركين أرضا خربة لا زرع فيها ولا أمل في موسم حصاد.
أصبح المثقف الحقيقي في بلادي غريبا يعاني الإقصاء أو العزلة كمن أصيب بفشل رئوي يختنق ولا يوجد مسعف!
زرع!، حصد! ماذا زرعنا لنحصد؟!.