روشتة قانونية .. ماهى الطرق الإحتيالية في جريمة النصب ؟

بقلم المستشار / محمود البرلسي


ماهى الطرق الاحتيالية في جريمة النصب :-


لا تعدو الطرق الاحتيالية أن تكون أكاذيب مدعمة بمظاهر خارجية ويعنى ذلك أنها تقوم على عنصرين:


1- الكذب.
2- المظاهر الخارجية التي تدعمه.


فالكذب هو جوهر الطرق الاحتيالية
والمظاهر الخارجية هي وسائل المتهم في إقناع المجني عليه أو إيقاعه في الغلط وحمله تبعا لذلك على التصرف الذي يريده.
أولاً: الكذب..
مدلول الكذب:-
جوهر جريمة النصب هو الكذب، والكذب هو الإخبار بأمر لا يطابق الواقع، أو تصوير الجاني لأمور غير صحيحة وإلباسها ثوب الصدق، وموضوع الكذب واقعة يترتب عليها إيقاع الشخص في غلط نتيجة إيهامه بأن غير الحقيقة هو الحقيقة ذاتها.
ويترتب على ذلك :-أن جريمة النصب لا تقع إذا كان المتهم غير كاذب، أو بالأحرى صادقا فيما يقوله للمجني عليه، ولو ترتب على ذلك أن استولى المتهم بغير حق على ماله،
لا يلزم أن تكون كل الواقعة مكذوبة:-
أن جوهر جريمة النصب، أن يكون ما أدلى به المتهم غير مطابق للواقع برمته، فالكذب يتوافر ولو كان ما أدلى به المتهم غير مطابق للحقيقة في جزء منه ، وإن كان مطابقا لها في جزء آخر، فمن يوهم آخر بأن مشروعا معينا يدر على المساهمين فيه أرباحا طائلة ويتمكن بذلك من الاستيلاء على جزء من مال المجني عليه للمساهمة في هذا المشروع طمعا في الربح الطائل، يعد مرتكبا لجريمة نصب ولو كان لهذا المشرع وجود حقيقي، مادام أنه لا يحقق في الواقع الربح غير أنه إذا كان الكذب جزئيا، فإنه يتعين أن ينصب على الجانب الجوهري من الواقعة.
لا أهمية لطريقة التعبير عن الكذب:-
لا يهم طريقة التعبير عن الكذب، فيستوي في ذلك أن يقع شفاهة أم بالكتابة، مثل أن يرسل تاجر إلى عميلة فاتورة بقيمة تزيد عن القيمة الحقيقية لما اشتراه منه، ويتمكن بذلك من الاستيلاء على مبلغ يزيد عن المبلغ الحقيقي الذي يلتزم به العميل، بل يمكن أن تكون الإشارة هي وسيلة التعبير عن الكذب متى كان لها دلالة معروفة للمجني عليه.
لا يعد الكتمان نوعا من الكذب:-
هل يمكن أن يعد الكتمان صورة من صور التعبير عن الكذب، وبخاصة عندما يكون على الشخص التزام بذكر الحقيقة ، فيمسك عامدا عن ذكرها؟ اختلف الفقه في الإجابة
فذهب جانب إلى:- أن الكتمان يصلح أن يكون نوعا من الكذب الذي يقوم به الاحتيال جوهر جريمة النصب، ذلك أن الكتمان إخفاء للحقيقة كلها أو بعضها ، وأنه إذا كان الشخص كاذبا حيث يخفى طرفا من الحقيقة ويدلى بطرف منها على أنه الحقيقة كلها ، فأولى أن يكون كاذبا حين يكتم الحقيقة كلها في موقف عليه ذكرها فيه..
ويخلص هذا الرأي إلى أن الكتمان يعد كذبا، إذ ينتج عنه أن رسخ في نفس الغير انطباع مخالف للواقع يماثل ما تتركه الفكرة المكتوبة أو الملفوظة أو الإشارة ذات المعنى، فالكتمان لا يكون في هذه الحالة ، حتميا فارغا من المعنى بل موقفا غنيا عن التعبير.
والحق أن الرأي الذي نؤيده مع الفقه الراجح هو:-
الذي يذهب إلى أن الكذب لا يقوم على مجرد الكتمان ذلك أن الاحتيال وهو جوهر النصب، يتطلب في جميع حالاته نشاطا ايجابيا، ومن ثم يكون الموقف السلبي الذي يتخذه الشخص لا يعد تدليسا، حتى لو ترتب عليه أن وقع الغير في الغلط وقام بتسليم ماله إلى الشخص الذي كتم الحقيقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.