مصر 60 :
في بداية المقال أنوه إلى أن إستمرار أمريكا في دعمها للكيان الصهيوني شجعها على إستباحة جميع القوانين الدولية وتحول إجرام إسرائيل إلى عمليات إرهابية كما تم في لبنان، ويبدو أن الإدارة الأمريكية تتمتع بالنفاق المزمن لأنه عندما ترحب بإتهامات محكمة العدل الدولية ضد الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، ولكنها تعارض إتهامات المحكمة ضد “نتنياهو”، وكلاهما يوجهان جرائم حرب وكلاهما يجب أن يواجه المحاكمة فهذا يؤكد؛ أن جذور النفاق لدىّ حكومة واشنطن عميقة في نفوس أعضاءها، ودائماً تميل الولايات المتحدة إلى التشيد بمحكمة العدل الدولية عندما تحاكم أعداء أمريكا، ولكنها تهاجم المحكمة عندما تلاحق حليفتها إسرائيل!؟، ونؤكد؛ إستمرار دفاع البيت الأبيض عن إسرائيل يقوض القانون الدولي، ويجعل النظام العالمي فاقد الصلاحية.
ولقد شاهد العالم أجمع إشادات واسعه أمس بعدما أكد: الرئيس “عبد الفتاح السيسي ” رئيس جمهورية مصر العربية خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن”رفض مصر محاولات تصعيد الصراع وتوسعة نطاقه إقليمياً، وتوافق الطرفان على تكثيف الجهود المشتركة بين البلدين “مصر وأمريكا” بهدف التهدئة وخفض التصعيد في المنطقة، كما أكد؛ على موقف مصر الثابت تجاه محور فيلادلفيا، وأبدىّ رفضه الكامل لسلاح التجويع في قطاع غزة والضفة الغربية، وتوافقت تصريحات وزير الخارجية المصري “بدر عبد العاطي” تصريحات الرئيس السيسي، الذي قال؛ فيها إننا لن نقبل بأي تعديلات على قواعد ما قبل 7 أكتوبر المتعلقة بأمن الحدود وتشغيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني.
وأضاف “عبدالعاطي” نحن نرفض بشكل كامل لأي وجود عسكري على الجانب الآخر من المعبر، وعلى الممر المشار إليه وهذا موقف مصري واضح ولن نحيد عنه، وأن أي تصعيد بما في ذلك الإنفجارات التي أدت إلى إصابة العديد من الشعب اللبناني الشقيق، من شأنه أن يضع عقبات أمام جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار، حيثُ تأتي رغبة حكومة “نتنياهو ” اليمينية المتطرفة في الإحتفاظ بوجود عسكري في ممر فيلادلفيا وهو منطقة حدودية عازلة يبلغ طولها 14 كيلومتراً، وتعُد نقطة محورية في محادثات وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن الجارية منذ شهور.
وأن المملكة العربية السعودية بقيادة “الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود”، وولي العهد “محمد بن سلمان” تمضي في مسارات التحديث والتنوع والتقدم، وحريصون على حماية هوية المملكة وقيمها، وجاء قرار السعودية بالتزامن مع العمل الإرهابي الخسيس الذي قام به الكيان الصهيوني في دولة لبنان الشقيقة تفيجيرات “البيجر” وتزامن أيضاً مع قرار الآمم المتحدة أمس الأربعاء الذي يطالب بإنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية خلال عام، بغالبية 124 صوتاً من إجمالي 193 دولة، حيثُ أطاح القرار بالتشكيك تجاه موقف المملكة بشأن علاقاتها مع إسرائيل.
وتصدرت الصحف العربية والعالمية قرار ولي العهد السعودي “المملكة العربية السعودية لن تعترف بإسرائيل بدون دولة فلسطينية”، وقال: الأمير”محمد بن سلمان” أمس الأربعاء إن المملكة لن تعترف بإسرائيل بدون إقامة دولة فلسطينية، وأدان بشدة جرائم الإحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وأضاف؛ ولي العهد لن توقف المملكة عملها الدؤوب من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونؤكد: أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بدون ذلك وأي حديث غير هذا يُعد تضليل للرأي العام العربي والعالمي.
وأثنى؛ ولي العهد السعودي على موقف الدول التي إعترفت بالدولة الفلسطينية معتبرأ أن هذا يعتبر تجسيداً للشرعية الدولية، وحث باقي الدول على إتخاذ خطوات مماثلة، وأكد؛ في حديثة بأن المملكة حريصة على التعاون مع كل الدول الفعالة في المجتمع الدولي، المتيقنة أن ما يحمي البشرية ويصون قيمها الحضارية، هو السعي المشترك إلى مستقبل أفضل مبني على التعاون المثمر بين الدول والشعوب، وإحترام إستقلالية الدول وقيمها والأخذ بمبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتجنب اللجوء إلى القوة في حل النزاعات.
وفي سياق أخر متصل؛ نتعجب من دعوة الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” لضبط النفس عقب إنفجار أجهزة إتصالات بسوريا ولبنان!؟، ولم يصنف هذه العملية الخسيسة من الكيان الصهيوني بالإرهابية رغم أنه عمل إرهابي واضح للجميع، وما جاء في تصريحاتة ليس بجديد غير أنه أعرب عن قلقه عقب الإنفجار لأجهزة الإتصالات في لبنان وسوريا، ودعا جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس لمنع إنتشار التوتر!؟، وطالب “غوتيريش” في تصريحاتة الأطراف المعنية بإحترام قرار مجلس الأمن الدولي رقم”1701″ المتعلق بحل النزاع اللبناني الإسرائيلي.
وأكد”غوتيريش” على ضرورة إنهاء الصراعات لضمان الإستقرار، وأشار؛ إلى أن الأمم المتحدة ستدعم أي جهود دبلوماسية وسياسية تهدف إلى إنهاء العنف في المنطقة، وأتساءل؛ هنا أليس على علم الأمين العالم للأمم المتحدة بأن جميع قرارات مجلس الآمن بما فيهم القرار سالف الذكر الذي يطالب بإحترامه تم إختراقها جميعاً من قبل الإحتلال الإسرائيلي بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية!؟، وكيف يتم تحويل الأجهزة المخصصة للإستخدام المدني إلى أسلحة من قبل إسرائيل ويتم زرع المتفجرات بداخلها؟، أليس هذا خرق للقواعد التي فرضتها الآمم المتحدة على الحكومات في جميع أنحاء العالم؟.
وقد؛ أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أمس الأربعاء عن مقتل مواطن وإصابة أكثر من 100 آخرين، جراء إنفجارات جديدة لأجهزة لاسلكية من نوع “أيكوم” في عدة مناطق بالبلاد،
وأول أمس الثلاثاء قتل ما لايقل عن 12 شخصاً بينهم طفلان، وأصيب أكثر من 2800 آخرين، بينهم 300 بحالة حرجة، بهجوم تسبب في تفجير آلاف أجهزة “البيجر” التي يستخدمها “حزب الله” بصفة خاصة في الإتصالات، وفق وزارة الصحة اللبنانية، وإتهمت الحكومة اللبنانية و”حزب الله”، إسرائيل بتنفيذ الهجوم الذي تسبب في تفجير أجهزة “بيجر”، وتوعد الحزب الإحتلال الإسرائيلي بـالرد القاسي.
وعلى جانب أخر: فإن دولة”تشيلي” قدمت طلباً بالتدخل بقضية جنوب إفريقيا المرفوعة ضد إسرائيل بتهمة إرتكاب إبادة جماعية بغزة ما أربك حكومة “نتنياهو” التي تمزق علاقات إسرائيل الدولية، وإستناداً إلى المادة “63” من النظام الأساسي للمحكمة، أُعلن عن تدخل “تشيلي” في القضية المتعلقة بتطبيق إتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة، التي سبق أن تقدمت بها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، وقد “قال “غابريال بوريك” رئيس تشيلي، قال في خطاب أمام برلمان بلاده في مطلع شهر يوليو الماضي، إنه يشعر بالصدمة تجاه الكارثة الإنسانية في غزة، خاصة تجاه النساء والأطفال.
وإتساقاً لما سبق قال: رئيس الشاباك الأسبق “عامي أيالون” لو كنت فلسطينياً لحاربت مَن سرق أرضي بلا هوادة، وأضاف “أيالون” في مقابلة مع صحيفة “معاريف” نشرت مقتطفات منها منذ عدة أيام بالنسبة لهم “الفلسطينيين” لقد فقدوا أرضهم، لذلك عندما يسألني الناس ماذا لو كنت فلسطينياً، أجاوب إذا جاء شخص ما وسرق أرضي”أرض إسرائيل” سأحاربه بلا حدود، وتابع: الفلسطينيون يرون أنفسهم شعباً، وإحدى مآسينا هي أننا نراهم أفراداً بعضهم جيد وبعضهم سيئ، وهنا أضيف كا كاتب المقال؛ أنه من الغباء السياسي أن يظن الإحتلال الصهيوني بأنه إذا توفرت سبل العيش للفلسطينيين والغذاء لأطفالهم بأن ذلك سيحل المشكلة فهذا “خطأ سياسي فاضح”.
الفلسطينيون على إستعداد أن يقاتلوا ويُقتلوا ليس من أجل الطعام، فهم يتحدثون عن نهاية الإحتلال وعن الإستقلال، وإقامة دولة فلسطينية، فنحن أمام مستوىّ جديد من الإنحدار للحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، لإختراقها قواعد الأمم المتحدة المفروضة على جميع دول العالم بشأن عدم تحويل أجهزة الإتصالات وغيرها المخصصة لإستخدام المدنيين كسلاح حرب ما يدفع كثير من الدول لمقاطعه الأجهزة الأمريكية وغيرها ممن يدعمون الإحتلال، وأخرىّ حديث الجيش الإسرائيلي عن تجنيد طالبي اللجوء الأفارقة للمشاركة في العمليات العسكرية بقطاع غزة مقابل منحهم الإقامة الدائمة.
وختاماً: فإن الإنفجارات الإسرائيلية هي عمل إرهابي لا ريب فيه ضد لبنان، وما فعلتة إسرائيل عن طريق تفجير إجهزة الإتصالات هى وسيلة متهورة تنم عن اليأس والهزيمة، ومحاولة لتوسيع الصراع في المنطقة بأكملها، فلقد فجر الإحتلال النازي أعداداً كثيرة من الأشخاص الذين كانوا يقودون سياراتهم ومعهم أبرياء بمعنى أن السيارات ستكون خارجة عن السيطرة، والبعض كان يتسوق ومعه أطفاله في عربة الأطفال يقفون خلف من يحملون إجهزة الإتصال المتفجرة في خط الخروج، وما إلى ذلك، فهذا الفعل لا يمكن تمييزه إطلاق عن الإرهاب.