بقلم / عبير مدين
العالم على صفيح ساخن، تفاجئنا المتغيرات السياسية والاقتصادية حتى أن الحديث عن هرمجدون أصبح واقعيا و مطروحا!
حينما نتحدث عن احتمالية فناء العالم يقودنا التفكير إلى السلاح النووي ومن وجهة نظري أن الاكثر خطورة من الحرب النووية والفيروسية هي الحروب الاقتصادية فليس اقسى على البشر من وضعهم خلف قضبان من الجوع فتسودهم شريعة الغاب وتحولهم إلى وحوش مفترسه تنهش لحم الضعفاء منهم في محاولة للبقاء على قيد الحياة والفرقة الناجية منهم يسكنها زومبي، لذلك نحذر مرارا وتكرارا من تفشي الفقر فهو ليس مصنع للرجال بل مفرخة للمجرمين ولوحوش لا تعرف سوى البحث عن وسيلة لإشباع حاجاتهم ورغباتهم وغرائزهم، ولن يفكروا في بحث مشروعية هذه الوسيلة لأنهم أصبحوا عبيد الغاية فينفذون ما تمليه عليهم.
إن الظروف الاقتصادية الصعبة تشبه معمل تصنيع قنبلة أشد فتكا من القنابل النووية فحياة ملايين البشر رهينة ظروف الحياة على نحو دراماتيكي يعجز امهر كتاب السيناريو عن كتابته، وأصبح الواقع اغرب من الخيال، فتحولت الحياة إلي صراع طبقي، خير وشر، وطابع استهلاكي حاد، وتعصب ينذر بخطر التطرف. وإن كنا نظن أن هذا هو ناموس الكون فإن الإنسان تحت مسمى الحضارة والرقي والازدهار يصنع كل ما يندرج تحت خط الخطر حتى لو تقولبت بقوالب اخرى وارتدت أجنحة الملائكة؛ مختلفة في المسميات لكن الاستنباط واحد يندرج تحت مسمى الأنانية والنفعية لذا أصبح الاضطراب سمة العصر فلا لا قاع ثابت ولا أرضية صلبة، السماء رمادية وكل الحقائق مضللة، إكذوبة المدينة الفاضلة وقيم عصر التنوير والأخلاق لم تعد تؤثر في من افقد إنتمائه وضرب بالمثل عرض الحائط ولاذ الى واقعه المضطرب الوحيد!
والسؤال الذي يفرض نفسه هل يمكن ان يخلو اي خطاب او نص من الحجب والتضليل؟
اعتقد لا فالجميع يريد أن يرتدي أجمل الأقنعة ويدغدغ المشاعر بالخطب الرنانة أو يزلزلها بالأصوات الحنجورية وكأن معه عصا سحرية أو خاتم سليمان، وهنا تتضح أهمية وجود صوت معارض حتى تعدل موازين القوى ونتجاوز اي الأزمات بأقل خسارة.