خطبة ثانية عن الحياء

بقلم الشيخ/ عماد البية


إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله العظيم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا أحمده تعالى حمد الشاكرين وأعوذ برضاك من سختك.وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك فلك الحمد يا رب حتى ترضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا تراه العيون وأمره بين الكاف والنون وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون سبحانه لا ناقض لما بناه ولا حافظ لما أفناه ولا مانع لما أعطاه ولا راد لما قضاه ولا مظهر لما أخفاه ولا ساترا لما أبداه ولا مضل لمن هدا ه ولا هادي لمن أعماه أنشأ الكون بقدرته وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه… هم الحياة وضيقها أبشر فربك قد أبان المنهجا من يتق الرحمن جل جلاله يجعل له من كل ضيق مخرجا وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا يوم القيامة سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه الرسول الثقلين وإمام الحرمين وصاحب القبلتين وصاحب الرحلتين وحبيب رب المشرقين والمغربين وجد الحسنين سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه القائل في حديثه إن التجار هم الفجار فقيل يا رسول الله أليس قد أحل الله البيع قال نعم ولكنهم يحلفون فيأثمون ويحدثون فيكذبون رواه أحمد في مسنده فصلاة وسلاما عليك سيدي يا رسول الله عليك وعلى آلك وأصحابك الأخيار من المهاجرين والأنصار ورد اللهم عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ثم أما بعد فيا إخوة الإيمان والإسلام إن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فاستمع معي إلى الحق سبحانه وتعالى وهو يقول مخبرا عن ذاته.. إن الله لا يستحيأ يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها… البقره فما زلنا إخوة الإيمان والإسلام نتحدث مع حضاراتكم عن الحياء لأن الحبيب محمد يدعوا إلى الحياء الكامل حتى نكون من أهله فيقول استحيوا من الله حق الحياء فقال أصحابه يا نبي الله إنا نستحي من الله حق الحياء والحمد لله فيقول لهم الحبيب محمد ليس ذلك ولكن الحياء أو الإستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى وتذكر الموت والبلى ومن أراد الأخرة ترك زينة الحياة الدنيا ووآثر الآخرة على الأولى فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء ما في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري كان الحبيب محمد أشد حياء من العذراء في خدريها فإذا رأى شيئا يكره عرفناه في وجهه في اللقاء السابق عن الرأس وما حوى واليوم نكمل الحديث فقال الحبيب محمد والبطن وما وعى فمن الحياء أن تحفظ البطن أو حفظها من دخول الحرام إلى بطنك ابدأ يا مؤمن يا من ترجو النجاة من النار كما أشار الحبيب المختار فقال في حديثه كله لحم نبت من حرام فالنار أولى به رواه أبو بكر وفي الصحيحين من حديث عائشه رضي الله عنها قالت جاءت إمرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تساله كيف تغتسل من الحيض فعلمها المصطفى ثم قال لها خذي فيرصه أي قطعه من القطن ممسكة يعني ضايع عليها شيئا من المسك فتطهري بها فقالت المرأه كيف أتطهر بها يا رسول الله قال سبحان الله تتطهري ووضع المصطفى كمه أو يده على وجهه ليستر وجهه حياء من المرأه قالت عائشة الفقيهة فأخذتها إلي وفهمتها ما أراد النبي فقلت لها تتبعي بها أثر الدم ومن الأنبياء الكرام الذين.أشتهر جدا بالحياء في وسط الأنبياء نبي الله موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام اسمع للمصطفى صلوات الله وسلامه عليه والحديث في الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن موسى كان حييا ستيرا لا يرى من جلده شيء استحياء وكانت بنو إسرائيل يغتسلون عراه ينظر بعضهم إلى سوأة بعض وكان موسى يغتسل وحده حيث لا تراه عين بشر فقالوا ما يستتر هذا الستير إلا من عيب في جلده إما برص وإما أدره وإما ـفه وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى فخلا يوما وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم أغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه لياخذها وإن الحجر غدا أين طلع بثوبه فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر فجعل يقول ثوبي حجر ثوبي حجر يعني أنتظر عليك ثيابي حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا إحسن ما خلق الله وإبرأه مما يقولون وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربا بعصاه فوالله إن بالحجر لندبا من أثر ضربة ثلاثا أو أربعا أو خمسة فذلك قوله يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين أذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها.. البطن ومن أجمل ما قرأت أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان لا يأكل طعاما ولا يشرب شرابا ولا يلبس لباسا ولاقتني متاعا إلا إذا عرف أنه قد آتاه عن طريق الحلال حتى يبارك الله فيه وكان من عادته أنه يسال خادمه عن مصدر ما يحضره له من الطعام أو الشراب وفي يوم من الأيام أشتد الجوع بأبي بكر من الطعام الذي أحضره له خادمه دون أن يساله عن مصدره فتعجب الخادم وساله يا سيدي لقد كنت تسالني كل يوم عن مصدر الطعام فما بالك اليوم لم تسالني كعادتك فتوقف أبو بكر عن تناول الطعام خائفا مضطربا وقال لخادمه لقد أنساني الجوع ذلك فمن أين جئت به قال الخادم كنت قد تكهنت لإنسان أو لقوم أي زاول عمل الكهان وهم الأخبار عم يقع في المستقبل في الجاهلية فأعطاني هذا الطعام فادخل أبو بكر أصابعه في فمه وجعل يتقيأ ما أكل وهو يصيح لقد كدت تهلكني يا غلام ثم أخذ يدعو الله اللهم اغفر لي ما شربت العروق واختلط بالدماء لما لم يستطع أخراجه فقيل له أتفعل كل ذلك من أجل هذه اللقيمات فقال والله لو لم تخرج إلا مع روحي لأخرجتها فقد سمعت الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه يقول كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به ولقد خشيتوا أن ينبت شيء من جسدي من هذه اللقيمات الحرام فاصيروا بسببها إلى النار فلا بد أن نتشبه أوامر الله في قوله يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ويقول سبحانه يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكه غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون إخوة الإيمان والإسلام البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت اعمل ما شئت فكما تدين تدان أو كما قال التائب من الذنب حبيب الرحمن ادعوا الله وأنتم قومنا بالإجابة. .
الخطبة الثانية الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذو الطول لا إله إلا هو عليه المصير وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل عليه وعلى أصحابه صلاة دائمة ما دامت السموات والأرض ثم أما بعد في يا إخوة الإيمان والإسلام أوصيكم ونفسي بتقوى الله سبحانه وتعالى فاحظر. أخي الإيمان والإسلام حتى لا تقع في الحرام فتخسر دنياك وأخراك فالحبيب محمد يقول في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من روايه النعمان بن بشير رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحلال بين والحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثيرا من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى إلا وأن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إن صلحت صلح الجسد كله وإن فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب احفظ الفرج من الحرام لأنه من محتويات البطن حتى تكون من المؤمنين الذين قال فيهم الله سبحانه وتعالى قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم للزكاه فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير معلومين فقد قال الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه فيما يرويه البخاري من رواية عبد الله بن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله قال أن تجعل لله ندا وهو خالقك قلت إن ذلك لعظيم ثم أي قال إن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قلت ثم أي قال إن تزني بحليلة جارك ثم قرأ الحبيب محمد والذين لا يدعون مع الله إلها أخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون سورة الفرقان ندعو الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أهل الحياء وأن يرزقنا الحياء وأن يهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قره أعين وأن يجعلنا للمتقين إماما اللهم ارحم المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع مجيب الدعوات يا رب العالمين وأقم الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.