تقرير الدكتور / نسيم صلاح ذكي سفير السلام المصري
واصل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة توسيع نطاق مساعداته في لبنان في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم حيث يحتاج أكثر من نصف السكان اللبنانيين في الوقت الحالي إلى المساعدات لتغطية احتياجاتهم من الغذاء والاحتياجات الأساسية الأخرى.
وقد أدى التراجع الحاد في العملة المحلية إلى تعرض القوة الشرائية للمواطنين للشلل التام مع هبوط الليرة اللبنانية إلى مستوى قياسي جديد كل يوم مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وكذلك ارتفع سعر أقل سلة غذائية – وهي تحتوي على مجموعة من الأغذية الأساسية التي تكفي أسرة واحدة شهريًا – بأكثر من 1700 في المائة منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول 2019.
ويقول عبد الله الوردات، الممثل والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في لبنان: “أصبح الغذاء يمثل مصدر قلق بالغ حالياً بالنسبة للكثيرين من سكان البلاد، ففي واحدة من أكبر نقاط التوزيع لدينا، أخبرتني إحدى الأمهات أنها لا تستطيع، لأول مرة في حياتها، تسجيل أطفالها الثلاثة في المدرسة هذا العام. إنه أمر مروع.”
ووفقًا لتقرير برنامج الأغذية العالمي حول الأمن الغذائي وتحليل مواطن الضعف لدى اللبنانيين المقيمين، تبين أن الأسر اللبنانية تجد صعوبة متزايدة في تحمل تكاليف توفير الأطعمة المغذية وتضطر إلى اللجوء إلى استراتيجيات ضارة للتكيف مع الوضع مثل تقليل الإنفاق على الرعاية الصحية أو التعليم أو إخراج الأطفال من المدارس تمامًا. كما تغيرت الأنظمة الغذائية بشكل ملحوظ حيث قال بعض الناس إنهم أصبحوا يستهلكون كميات أقل من منتجات الألبان والبروتينات الحيوانية والفواكه والخضراوات. كما أنه من المتوقع أن يضيف موسم الشتاء المقبل مصاعب جديدة إلى المصاعب التي يواجهها اللبنانيون بالفعل مثل زيادة تكاليف الوقود والكهرباء.
ونجد أن الأسر التي تعولها نساء، والأسر كبيرة العدد التي تعول أفراد من فئات مختلفة (الأطفال أو كبار السن أو كليهما)، والأسر التي لديها أفراد يعانون من أمراض مزمنة أو إعاقات هي الأسر الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي.
ويرتبط انعدام الأمن الغذائي ارتباطًا وثيقًا بالبطالة وتراجع دخل الأسرة، حيث يغطي متوسط الراتب في لبنان حاليًا 24 في المائة من الاحتياجات الغذائية الأساسية، انخفاضًا من 93 في المائة خلال العام الماضي.
