بقلم / محمـــد الدكـــروري
قدم من العراق، فجاءه يسلم عليه، فقال أهديت إليك هدية، قال وما هي؟ قال جوارش، قال وما جوارش؟ قال تهضم الطعام، فقال ابن عمر ما ملأت بطني طعاما منذ أربعين سنة، فما أصنع به؟ وكان عبد الله بن عمر رضى الله عنهما بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم، قد شارك عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في فتوحات المسلمين في الشام والعراق ومصر وشمال إفريقيا أيضا، ثم وبعد وفاة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واستلام عثمان بن عفان رضي الله عنه، وعند بداية ملامح الفتنة التي عصفت بالمسلمين، فقد اعتزل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، الناس وابتعد عن الفتنة كاملة، وعلى الرغم من كل العروض التي أتته لاستلام القضاء في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
واستلام ولاة الشام في خلافة علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، إلا أنه آثر أن يبقى بمعزل عن الناس تماما وأما عن صفاته فقد روي عنه أنه كان رجلا أصلع الرأس جسميا، وكان أكثر أبناء عمر بن الخطاب شبها بوالده عمر رضي الله عنهما، وكان يحب التطيب، وأما عن تقاه وورعه فقد كان مشهودا له في ذلك بين الناس، وقد أسلم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو في سن صغيرة، ثم هاجر إلى المدينة المنورة مع والده وهو لم يبلغ الحلم، ولم يشارك في غزوة أحد لصغر سنه، ولكنه شارك مع المسلمين يوم الخندق فكانت غزوة الخندق أولى غزوات عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، وكان عبد الله من الصحابة الذين بايعوا رسول الله تحت الشجرة مع أمه السيده زينب بنت مظعون.
وقد ولد عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، في مكة المكرمة، وقد عاش فيها مدة عشر سنين، قبل أن يهاجر مع والده إلى المدينة المنورة، ويقول عبد الله بن عمر رضي الله عنه ” عرضت على النبى صلى الله عليه وسلم، يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنه ولم أحتلم فلم يقبلنى، ثم عرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمسة عشرة سنه فقبلنى ” ثم شهد عبد الله بن عمر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، غزوة مؤتة وفتح مكة فيما بعد، وقد توفي سنة ثلاثه وسبعين للهجرة وكان قد جاوز الثمانين عاما.