الدكروري يكتب عن عروة العُمدة


بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن التابعي عروة بن الزبير، وقد جعلت ملازمة عروة لخالته السيده عائشة بنت أبي بكر، وروايته عن بعض أمهات المؤمنين كأم سلمة وأم حبيبة، وإدراكه لبعض الصحابة الذين شهدوا الغزوات والأحداث التي عاصرت بدايات الإسلام، أن أصبح عروة العُمدة التي اعتمد عليها كثير ممن جاء بعده، من المؤرخين للسيرة النبوية والغزوات، وهو الباب الذي سمّاه المسلمون قديما المغازي والسير، وقد اشتهر عروة في عصره بسعة علمه بحوادث تلك الفترة مما دعا معاصريه من الخلفاء مثل عبد الملك بن مروان وابنه الوليد إلى مراسلته لسؤاله عن بعض الحوادث التاريخية، بالإضافة إلى ردود عروة على رسائل الخلفاء.

فقد حدّث عروة بعض طلابه ببعض الحوادث التاريخية التي ارتبطت بعضها بتفسير وتوضيح بعض الآيات القرآنية، والتي تناقلها عنه طلبته، وانساقت في كتب التاريخ، لذا اعتبره الواقدي أول من صنف في باب المغازي، ولم يكن ما جمعه عروة من الحوادث التاريخية تأريخا بمعناه المعاصر، وإنما كان في صيغة روايات كروايات الحديث النبوي الشريف، وقد نقلها عنه الكثيرون أبرزهم ابنه هشام وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي الذي نزل مصر، وحدث بها بكتاب المغازي لعروة بن الزبير وابن شهاب الزُهري، وتعد أشهر روايات مغازي عروة عن طريق رواية عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة، ورواية الزُهري عن عروة، وقد حفظ عبد الرزاق الصنعاني في كتابه المصنف.

في باب كتاب المغازي نسخة من مرويات معمر بن راشد عن الزُهري عن مغازي عروة، وقد قطعها أبوابا بحسب الوقائع، وكما حصر المؤرخ عبد العزيز الدوري في كتابه نشأة علم التاريخ عند العرب، الأحداث التاريخية التي نقلها المؤرخون عن عروة فوجدها تشمل بدايات بعثة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والهجرة إلى الحبشة، وسبل مقاومة قريش لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، في مكة، والهجرة النبوية، وسرية عبد الله بن جحش، وغزوة بدر، وغزوة الخندق، وغزوة بني قريظة، وغزوة بني المصطلق، وصلح الحديبية، وغزوة مؤتة، وفتح مكة وغزوة حنين، وغزوة الطائف، وبعض رسائل النبي صلى الله عليه وسلم، إلى كبار رجال قبائل الجزيرة العربية، ووفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

ووفاة خديجة بنت خويلد، وزواج النبي صلى الله عليه وسلم، من السيده عائشة، وبعض أحداث فترة الخلفاء كإنفاذ بعث أسامة بن زيد، وتجهيز جيوش حروب الردة، ومطالبة العباس بن عبد المطلب وفاطمة بنت محمد من أبي بكر ميراثهما، من النبي صلى الله عليه وسلم، ورد أبي بكر، ومرض أبي بكر ووفاته، وذهاب عمر بن الخطاب لأيلة، وأحداث موقعة الجمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.