بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام الديلمي هو الإمام أبو الفتح الديلمي الناصر بن الحسين بن محمد بن عيسى بن محمد بن عبدالله بن أحمد بن عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو صاحب كتاب البرهان في علوم القرآن وقيل أنه كان له من الفضل والمعرفة ما لم يكن لأحد من أهل عصره، ولم يزل قائما بأمر الله سبحانه وتعالى حتى أتاه اليقين، وقد فاز بفضل الأئمة السابقين، وتوفي شهيدا سنة نيف وأربعين أو خمسين وأربعمائة من الهجرة، بردمان بأرض مذحج، واستشهد الإمام في الوقعة المشهورة بينه وبين علي بن محمد الصليحي قائد الباطنية، وداعيتهم، واستشهد مع الإمام نيف وسبعون رحمهم الله ويسمى موضع الوقعة هذه نجد الجاح.
من بلد رداع بعنس مذحج مخلاف خولان، وقد قتل الإمام أيام علي بن محمد الصليحي هذا سنة ربعمائة وتسع وخمسين من الهجرة، والأمير الشهيد حمزة بن أبي هاشم المتقدم في ذكر والده كما هي القاعدة، وقد عجل الله سبحانه انتقام الصليحي آخر تلك السنة فقتله سعيد الأحول شر قتلة، وقال الشاعر العثماني في ذلك مخاطبا لسعيد بن نجاح ورأس الصليحي بين يديه، يا سيف دولة دين آل محمد، لا سيف دولة خيبر ويهودها، وافيت يوم السبت تقدم فتية تلقى الردى بنحورها وخدودها، صبرا فلم يك غير جولة مردود، حتى انطفت جمرات ذات وقودها، ورأيت أعداء الشريعة شرعا، صرعى وفوق الرمح رأس عميدها، أوردتها لهب الردى وصدرت في ظلي مظلتها وخفق بنودها يا غزوة لعلي بن محمد.
ما كان أشأم من صدى غريدها، بكرت مظلته عليه فلم ترح، إلا على الملك الأجل سعيدها، ما كان أقبح شخصه في ظلها، ما كان أحسن رأسه في عودها، سود الأراقم قاتلت أسد الشرى، يا رحمتا لأسودها من سودها، وأراد ملك الأرض قاطبة فلم، يظفر بغير الباع من ملحودها، أضحى على خلاقها متعظما، جهلا فألصق خده بصعيدها، وقد أشار بهذا البيت إلى ما جرى من أنه لما برز من قصره في سفره هذا صعد شاعره على موضع مرتفع، فقال إن عليا والإله اقتسما، فاستويا القسمة ثم استهما فلعلي الأرض والله السماء، وذكر هذا في مطلع البدور، وذكر في تاريخ عمارة أنه توجه بألفي فارس منهم مائة وستون من آل الصليحي، والملوك والسلاطين الذين أزال سلطانهم، وكانوا كما يقول الهمداني خمسين ملكا وسلطانا.
وبين يديه خمسمائة فرس مطهمة بالسروج المحلى بالذهب والفضة، وخمسون هجينا وغير ذلك من الزينة والآلات مما لا يدخل تحت الحصر، هذا ولم يكن الخلاف بينهم إلا أن أئمة العترة، حيث دعوا إلى التوحيد والعدل، وإقامة الكتاب والسنة، وإصلاح العباد والبلاد، والمعارضون لهم دعوا إلى الإلحاد، وإفساد البلاد والعباد.