بقلم/ محمــــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن شخصيات وأنبياء بنى إسرائيل، ومن تلك الشخصيات هي راعوث، وقيل أنه عندما تزوجت راعوث العاقر ببوعز أعطى الله الطفل، ولو كانت قصة سفر راعوث انتهت فقط في قرية صغيرة يهودية مع الجدة المسنة وهي تعانق حفيدها الجديد، سوف تكون كلمة مجد كبيرة جدا، لكن الكاتب لا يختم القصة بهذا الشكل، بل رفع عينيه إلى غابات وجبال الثلوج لتاريخ الفداء فيقول ببساطة شديدة أن هذا الطفل كان عوبيد والد يسى ويسى والد داود عليه السلام، فبشكل مفاجئ ندرك أنه طوال القصة كان هناك أمر سيحث قريبا أعظم جدا مما نستطيع تخيله، فالله لم يكن يعمل فقط لأجل بركة وقتيّة لعدد قليل من اليهود في بيت لحم، بل كان يُعد لمجيء أعظم ملك لإسرائيل.
أي داود عليه السلام، واسم داود يحمل معه الرجاء في المسيا، والعصر الجديد، والسلام، والبر، والحرية من الألم والبكاء والحزن والشعور بالذنب، ويريد سفر راعوث أن يعلمنا أن قصد الله لحياة شعبه هو أن يربطنا بشيء أكبر بكثير من أنفسنا الله يريدنا أن نعرف أننا عندما نتبعه، فحياتنا دائما تعني أكثر مما نظن فإن للإنسان هناك دائما علاقة بين أحداث الحياة العادية وعمل الله الهائل في التاريخ، وكل ما نقوم به في طاعة الله، مهما كان صغيرا، فهو مهم إنه جزء من الفسيفساء الكونية التي يرسمها الله ليعرض عظمة قوته وحكمته للعالم وللرؤساء والسلاطين في السماويات فالشبع العميق للحياة هو أنه ألا تستسلم للتفاهات، فكانت خدمة حماة أرملة، والالتقاط في الحقل.
والوقوع في الحب، وإنجاب طفل، بالنسبة للشخص كل هذه الأشياء ترتبط بالأبدية إنها جزء من شيء أكبر بكثير مما يبدو، وهكذا كانت قصة راعوث، وهي قصه كتابيه تظهر جانبا اخر من جوانب الفداء, وتوضح لنا دور القريب الاقرب,الذي هو الولي والفادي، ويروي لنا سفر راعوث أن سيدة اسمها نعمي مع زوجها وولديهما أجبروا بسبب المجاعة في فلسطين أن يسافروا ليعيشوا في بلاد مواَب, جيث تزوج الابنان، وبعد سنوات قليلة مات الزوج والولدان، تاركين ثلاث ارامل، وعندما عرفت نعمي ان المجاعة انتهت في بلادها قررت ان تعود إليها, وبقيت ارملة احد الابنين في مواَب, اما الثانيه واسمها راعوث فقد تعلقت بحماتها ورفضت ان تتركها, واصرت ان ترافقها الى وطنها.
فعادت الارملتان معا الى بيت لحم، وكانت شريعة نبى الله موسى عليه السلام تعطي نعمي الحق في استعادة ارضها التي تركتها قبل ان تهاجر الى مواَب, كما كان من حق راعوث ان ترث ارض زوجها المتوفي.