بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر الخير والبركة شهر رمضان، وأما عن الاعتكاف، فما هو الاعتكاف وكيف يكون؟ فإن الاعتكاف هو اللبث في المسجد بنية الاعتكاف، ويحصل بالإقامة في المسجد زمنا يسمى عكوفا أو اعتكافا، ويسن لداخل المسجد أن ينوى الاعتكاف ما دام فيه، ولكن ما حكم الاعتكاف في رمضان؟ فإنه يسن الاعتكاف في رمضان، وفي العشر الأواخر منه آكد رجاء موافقة ليلة القدر، ولكن هل يشترط الاعتكاف في المسجد؟ فإنه يشترط لصحة الاعتكاف أن يكون فى المسجد، فلا يصح الاعتكاف فى البيت ونحوه، ولكن هل يشترط فى المسجد الذى يعتكف فيه أن تقام فيه الجمعة؟ فإنه لا يشترط في المسجد الذى يعتكف فيه أن تقام فيه الجمعة إلا إذا نذر اعتكافا متتابعا تتخلله الجمعة.
فيشترط أن يكون اعتكافه في مسجد تقام فيه الجمعة حتى لا يقطع تتابعه بالخروج لصلاة الجمعة، ولكن هل يجوز للمرأة أن تعتكف في بيتها؟ فهو لا يصح اعتكاف المرأة في بيتها لأنه ليس بمسجد، وأما عن صلاة التراويح، فما هي صلاة التراويح؟ فإن صلاة التراويح هي صلاة القيام التي تؤدى في شهر رمضان، وسميت بهذا الاسم لأن المسلمين كانوا يطيلون القيام فيها ويجلسون للاستراحة بين كل أربع ركعات، ولكن ما حكم صلاة التراويح؟ فإن صلاة التراويح سنة مؤكدة، ولكن ما الفرق بين صلاة القيام والتهجد؟ فإن قيام الليل كل صلاة نافلة فى الليل ومنها صلاة التراويح، والتهجد صلاة النافلة فى الليل بعد النوم، وطوبى لمن جمع بينهما، فقد ورد فيهما آيات وأحاديث كثيرة، فقال الله تعالى فى سورة الإسراء.
” ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا” وهل يصح أداء صلاة التراويح في البيت؟ فإن من السنة أن يصلي المسلم صلاة التراويح جماعة فى المسجد، لكن لو صلى أحيانا جماعة مع أهله في البيت لسبب من الأسباب فلا حرج في ذلك، وكم عدد ركعات صلاة التراويح؟ فإن صلاة التراويح عشرون ركعة سوى الشفع والوتر، وهذا ما عليه جماهير العلماء سلفا وخلفا وهو المعمول به فى بلاد الحرمين الشريفين، وأجاز المالكية صلاة التراويح بست وثلاثين ركعة، وهذا أقصى عدد لركعات التراويح فإن لم يقدر على هذا العدد جاز بأى عدد زوجى، أما عن حكم من يصلى التراويح أربع ركعات بتشهد واحد؟ فإنه لا يجوز أن يجمع فى صلاة التراويح بين أكثر من ركعتين بسلام واحد.
ومن فعل ذلك فلا تنعقد صلاته، وأيضا هل تجوز القراءة من المصحف في صلاة التراويح؟ نعم تجوز القراءة من المصحف في صلاة التراويح شريطة أن لا يأتى بحركات كثيرة تبطل الصلاة، لكن الأولى أن يكون الإمام حافظا لكتاب الله ويقرأ من حفظه، وأما عن مشروعية حضور النساء لصلاة التراويح في المسجد؟ فإنه لا بأس في حضور النساء لصلاة التراويح فى المسجد، لكن مع الحشمة والستر، وعدم الاختلاط بالرجال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تمنعوا إماء الله مساجد الله” ولكن هل يجوز أن تجتمع النساء فى بيت إحداهن لصلاة التراويح؟ نعم يستحب للنساء إذا اجتمعن أن يصلين التراويح جماعة ولو كان في غير المسجد، بل ذلك أفضل وهو أبعد عن محاذير الخروج إلى المسجد.