الدكروري يكتب عن ثناء الفقهاء علي أبو حنيفة


بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن نشأة الإمام أبي حنيفة النعمان، وقيل أنه أثنى الشيخ أبو زكريا السلماسي على أبي حنيفة فقال أما أبو حنيفة فله في الدين المراتب الشريفة، والمناصب المنيفة، سراج في الظلمة وهاج، وبحر بالحكم عجاج، سيد الفقهاء في عصره، ورأس العلماء في مصره، له البيان في علم الشرع والدين، والحظ الوافر من الورع المتين، والإشارات الدقيقة في حقيقة اليقين، مهد ببيانه قواعد الإسلام، وأحكم بتبيانه شرائع الحلال والحرام، وصار قدوة الأئمة الأعلام، سبق الكافة منهم إلى تقرير القياس والكلام، وغدا إماما تعقد عليه الخناصر، ويشير إليه الأكابر والأصاغر، انتشر مذهبه في الآفاق، وعُدّ من الأفراد بالاتفاق.

فضله وافر، ودينه ثابت، وعلمه في مراده للمجد ثابت، اسمه النعمان وأبوه ثابت، وقال الإمام أبو يوسف كانوا يقولون أبو حنيفة زينة الله بالفقه والعلم، والسخاء والبذل، وأخلاق القرآن التي كانت فيه، وقال الإمام سفيان الثوري ما مقلت عيناي مثل أبي حنيفة، وقال يحيى بن سعيد القطان إمام الجرح والتعديل، إن أبا حنيفة والله لأعلم هذه الأمة بما جاء عن الله ورسوله، وقال إسحاق بن أبي إسرائيل، ذكر قوم أبا حنيفة عند ابن عيينة فتنقصه بعضهم، فقال سفيان مه كان أبو حنيفة أكثر الناس صلاة، وأعظمهم أمانة، وأحسنهم مروءة، وقال صدقة المقابري لما دفن أبو حنيفة في مقابر الخيزران، سمعت صوتا في الليل ثلاث ليال يقول لقد زان البلاد ومن عليها إمام المسلمين أبو حنيفة.

فما بالمشرقين له نظير ولا بالمغربين ولا بكوفة، ويأتيكم بإسناد صحيح كآيات الزبور على الصحيفة، فهذا هو الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان، واسمه النعمان بن ثابت بن المرزبان، ويعود نسبه إلى أسرة من أشراف الفرس، أسلم جده في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وانتقل إلى الكوفة وعاش فيها، وهناك ولد الإمام عام ثمانين للهجرة على أرجح الأقوال، وكانت أسرته أسرة غنية تعمل بالتجارة، فكانت بداية أبي حنيفة تاجرا، وقد حفظ الإمام أبي حنيفة، القرآن الكريم في صغره، وحج البيت الحرام وهو ابن ست عشرة سنة مع أبيه، ويروى أن والده ثابت قد عاصر علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فدعا له بالخير ولذريته كذلك، وقد أخذ العلم عن شيوخ بلغوا أربعة آلاف شيخ.

منهم سبعة من الصحابة، وثلاثة وتسعون من التابعين، ومن بقي منهم من تابعي التابعين، وقد أخذ الفقه عن حماد بن أبي سلمة، ومن شيوخه أيضا عطاء بن أبي رباح والشعبي وعمرو بن دينار ومحمد الباقر وهو والد الإمام جعفر الصادق وابن شهاب الزهري، وأخذ عنه العلم خلق كثر منهم القاضي أبو يوسف ووكيع وهو شيخ الإمام الشافعي، وعبد الرزاق بن همام شيخ الإمام أحمد بن حنبل، وكان مضرب المثل في الرأي والحكمة والعقل، أثنى عليه علماء كثر، فقال عنه الإمام الشافعي “الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة” وقال عنه الإمام مالك “لو أراد أبو حنيفة أن يقنع الناس أن هذه السارية أي العمود ذهبا لأقنعهم” وكان لا يخجل أن يروي العلم عمن هو أصغر منه سنا فقد روى عن مالك بن أنس وهو أصغر منه سنا، وكذلك روى عن شيبان النحوي وهو أيضا أصغر منه سنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.