الدكروري يكتب عن بشر المشائين في الظلم إلى المساجد

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الثلاثاء الموافق 26 مارس 2024

 

الحمد لله إقرارا بوحدانيته، والشكر له على سوابغ نعمته، اختص بها أهل الصدق والإيمان بصدق معاملته، ومن على العاصي بقبول توبته، ومد للمسلم عملا صالحا بوصيته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المفضل على جميع بريته، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن من طال قيامه اليوم هون الله عليه القيام غدا، ومن مشى إلى المساجد في الظلمات في العشاء والفجر فله النور التام، فقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم “بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة” ويدخل فيه مشيهم اليوم لصلاة التراويح قياما بالليل لله تعالى، فكان صفوان بن سليم يصلي في الشتاء على السطح.

وفي الصيف في بطن البيت يتيقظ بالحر والبرد حتى يصبح، وترم رجلاه، ويظهر فيه عروق خضر، فقالت بنت لجار منصور بن المعتمر، لأبيها يا أبت أين الخشبة التي كانت في سطح منصور قائمة؟ فقال يا بنيه ذاك منصور نفسه كان يقوم الليل، فلما مات اختفت الخشبة فى نظر البنت، وكان ابن أبي ذئب يصلي الليل ويجتهد فيقول له بعض أهله ارفق بنفسك، فيقول إن القيامة تقوم غدا كأن القيامة تقوم غدا، هكذا كانوا يجتهدون، فيقول تعالى ” يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه” وكانوا لا يقطعون هذه العادة لا في حضر، ولا في سفر، حتى يقطعهم الموت، وكذلك كان بعضهم يحرس أصحابه فى السفر إذا ناموا في الليل وهو قائم لله تعالى، وكان بعضهم يتهجد طويلا فإذا نعس هز رأسه يطرد النعاس.

ويناجون الله تعالى، يصلون الليل، ويستغفرون بالأسحار، والاستغفار عبادة عظيمة، ويندب الإكثار منه في السحر، وهو قبيل الفجر، ومنه أخذ واشتق اسم السحور، ومن أى شيء يستغفرون وقد كانوا يعبدون؟ فيقول تعالى ” كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون” لأن المؤمن دائما يرى نفسه مقصرا، وقد لا يقبل منه، فهو يستغفر من التقصير، ويرجو القبول، فاللهم اغننا بحلالك عن حرامك، ويسر لنا في الأرزاق، وبارك لنا في أقواتنا، وقنعنا بما رزقتنا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا تجعلها تلهنا عن آخرتنا، ووفقنا لما ينفعنا في معادنا، وجنبنا الكذب والغش في معاملاتنا، وارزقنا الصدق والنصح، اللهم اجعلنا من الشاكرين لنعمائك، والصابرين على أقدارك، واجعل ما أنعمت به علينا معونة لنا على الخير.

ولا تحرمنا خير ما عندك من الإحسان بشر ما عندنا من الإساءة والعصيان، اللهم ارفع الضر عن المتضررين من المسلمين، وارفع عنهم القتل والاقتتال، والخوف والجوع، والجلاء من أوطانهم، والأوبئة والأمراض، وارزقهم إيمانا بك متزايدا، وصبرا كبيرا وثباتا، وثقة بك، وتوكلا عليك، إنك سميع الدعاء، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.