الدكروري يكتب عن الميراث بين المرأة والرجل

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الخميس الموافق 21 مارس 2024

 

إن الحمد لله شارح صدور المؤمنين، فانقادوا إلى طاعته وحسن عبادته، والحمد له أن حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، يا ربنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصلى اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، أما بعد إن هناك دراسة قام بها أحد الباحثين في الشريعة الإسلامية لهذا الغرض، والتي تثبت أن المرأة تساوي الرجل في الميراث أو تأخذ أكثر منه في معظم حالات الميراث، وبالاستقراء وقد ظهر أن هناك أربعة حالات فقط ترث فيها المرأة نصف الرجل، وأن هناك ثماني حالات ترث فيها المرأة مثل الرجل تماما، كما لو مات ميت عن أب وأم وابن، وأن هناك عشرة حالات أو تزيد ترث المرأة فيها أكثر من الرجل كما لو ماتت عن زوج وأب وأم وابنتان.

وأن هناك حالات ترث المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال كما لو ماتت عن زوج وأبو أم وبنت وابن ابن، ولنعلم بأن المرأة ضعيفة وقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من منع حق الضعيفين فقال “اللهم إني أخرج حق الضعيفين، اليتيم والمرأة” رواه أحمد، وهذا يمعني أي أضيقه وأحرمه على مَن ظلمهما، وإن النبي صلى الله عليه وسلم يرى بنور الله، أن هذين الضعيفين يضيعان في العائلات الفاسقة، ويُأكل حقهما على مائدة اللئام، في زمن شاعت فيه أخلاق اللئام، ونامت فيه أخلاق الكرام، حيث لا ناصح ينصح، ولا زاجر يزجر، فلا أب صالح، ولا ابن فالح، الأب يُقسم قسمة ضيزى، والابن يأكل ما ليس له، ثم هو يقول قد باء والدي بالذنب وليته يعلم أن الإثم قد تحملاه معا، كالزانية والزاني، ويموت الأب الذي لم يعدل فلا الابن يشكر.

ولا البنت تغفر، فالابن فوق الأرض حيا يتمرغ في نعمة ليست له، والأب تحت الأرض ميتا يُحاسب عليه، والبنت المظلومة بين هذا وذاك، تقول “اللهم العن هذا والعن ذاك” واعلموا يرحمكم الله إن للأخلاق أهمية كبرى في الإسلام، فالخلق من الدين كالروح من الجسد، والإسلام بلا خلق هو جسد بلا روح، فالخلق هو كل شيء، فقوام الأمم والحضارات بالأخلاق وضياعها بفقدانها لأخلاقها، فإن حسن الخلق يشمل كل جميل من الأقوال والأفعال، فهو كل مسلك مرضى شرعا وطبعا، في التصرفات كلها والتعاملات جميعها، وحسن الخلق هو الالتزام بالآداب الشرعية الواردة في النصوص من أطايب الأقوال وجميل الفعال وحميد الخلال وشريف الخصال، وحسن الخلق هو كل تصرف يقوم به الإنسان مما يكثر معه مصافوه.

ويقل به معادوه، وتسهل به الأمور الصعاب، وتلين به القلوب الغضاب، فإن مواقف صاحب الخلق الحسن في التعامل كلها حسن ورفق وإحسان وتحلى بالفضائل وسائر المكارم، وإن من حسن الخلق على سبيل المثال لا الحصر هو بسط الوجه وطلاقته وبشاشته، وبذل المعروف وكف الأذى، واحتمال ما يكون من الآخرين من إساءة وزلل، ومنه كظم الغيظ والبعد عن الفضول ومجانبة المعاتبة والمخاصمة واللجاج، ومن حسن الخلق تهذيب الألفاظ وحسن المعاشرة ولطف المعشر والبعد عن السفه ومجانبة ما لا يليق ولا يجمل ولا يسمع لصاحبه في المجالس عيبة ولا تحفظ له زلة ولا سقطة، فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما “القصد والتؤدة وحسن السمت جزء من خمسة وعشرينا جزءا من النبوة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.