الدكروري يكتب عن الفتح بفصل هامة الكفر والضلال


بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن مسليمة الكذاب، وقيل أنه لم تظهر شوكة مسيلمة إلا فى عهد الخليفة أبو بكر الصديق رضى الله عنه، إذ جمع جموعا كثيرة ارتدوا على أعقابهم، وتأهبوا لقتال الصحابة، فجهز لهم الخليفة الأول جيشا بإمرة سيف الله المسلول خالد بن الوليد، فقتل أصحاب الكذاب، ثم كان الفتح بفصل هامة الكفر والضلال، وممن أبلى في فصل هذه الهامة هو وحشى قاتل أسد الله حمزة سيد الشهداء، حيث قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج مسيلمة الكذاب، قلت لأَخرجن إلى مسيلمة لعلى أقتله، فأكافئ به حمزة، قال فخرجت مع الناس، فكان من أمره ما كان، فإذا رجل قائم في ثلمة جدار.

كأنه جمل أَورق، ثائر الرأس، فرميته بحربتى فوضعتها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، قال، ووثب إليه رجل من الأنصار، فضربه بالسيف على هامته، وكان وحشى بعد إسلامه، والإسلام يجبّ ما قبله يرهب قتله حمزة على غرّة في غزوة أحد، ويزيد في رهبته وخوفه أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يحب أن يراه، لأن رؤيته كانت تثير في نفسه الرحيمة مأساة عمه، وحزنه على أحب الناس إليه، لكن الله الذي يُضلّ مَن يشاء ويهدى مَن يشاء وفق قاتل سيد الشهداء لأن يقتل ألدّ الأعداء، فكان طليحة بن خويلد الأسدي رضوان الله عليه هو من قادة حروب الردة بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم وقد ادّعى النبوة في قومه بني أسد وتبعه بعض طيء وغطفان في أرض نجد.

إلا أنه هزم مع أتباعه على يد خالد بن الوليد في معركة بزاخة ودخل الإسلام على إثر ذلك شارك طليحة في الفتوحات الإسلامية واستشهد في معركة نهاوند سنة واحد وعشرين من الهجرة النبوية الشريفة، وكان طليحة ممن شهد غزوة الخندق في صفوف المشركين، ثم أسلم، ثم ارتد بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنبأ بنجد، وحارب المسلمين ثم انهزم على يد جيش خالد بن الوليد، وتفرق جنده فهرب ولحق بآل جفنة الغساسنة بالشام، وقد عاد طليحة بعد ذلك وأسلم وحسن إسلامه، ثم اتجه إلى مكة يريد العمرة في عهد أبي بكر الصديق رضوان الله عليه واستحيا أن يواجهه مدة حياته، وقد رجع فشهد القتال مع خالد بن الوليد، وكتب أبو بكر الصديق إلى خالد ان استشره في الحرب ولا تؤمره.

وهذا من فقه الصديق رضوان الله عليه وأرضاه، لأن الذي جعل طليحة يدعي النبوة حبه للرياسة والزعامة، ولذا سأل خالد أحد أتباع طليحة ممن أسلموا وتابوا معه، ولما جاء وسلم على عمر بن الخطاب قال له اغرب عن وجهي فإنك قاتل الرجلين الصالحين، عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم، فقال يا أمير المؤمنين هما رجلان أكرمهما الله على يدي ولم يهني بأيديهما، فأعجب عمر بن الخطاب كلامه، وأوصى الأمراء أن يشاور ولا يولى من الأمر شيئا، وقد شهد معركة اليرموك وكذلك كانت وصية عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص في القادسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.