الدكروري يكتب عن الطمع في نعيم الآخرة


بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين، ونصلي ونسلم ونبارك علي إمام الأنبياء والمتقين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، روى الإمام مسلم عن عبدالله بن أبي قتادة أن أبا قتادة رضي الله عنه طلب غريما، أي مديونا له، فتوارى عنه، ثم وجده، فقال إني معسر، فقال آلله؟ آلله؟ قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ” من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة، فليُنفس عن معسر، أو يضع عنه” وقوله كرب، وهو جمع الكربة، وهي المحنة الشديدة والمشقة الأكيدة، وقوله فلينفس، أي فليؤخر مطالبته للدين إلى مدة يجد المعسر فيها مالا، وقوله أو يضع أي يتنازل للمعسر عن الدين كله أو بعضه، وقال شعبة بن الحجاج رحمه الله لما توفي الزبير بن العوام.

لقي حكيم بن حزام عبدالله بن الزبير، فقال كم ترك أخي من الدّين؟ قال ألف ألف، أي مليون، قال علي خمسمائة ألف” وكما قال شبيب بن شيبة الخطيب رحمه الله لما حضرت سعيد بن العاص رحمه الله الوفاة، قال لبنيه يا بني، أيكم يقبل وصيتي؟ فقال ابنه الأكبر أنا، قال سعيد إن فيها قضاء ديني، قال وما دينك يا أبت؟ قال ثمانون ألف دينار، قال يا أبتي فيم أخذتها؟ قال يا بني في كريم سددت خلته أي فقره، ورجل جاءني في حاجة وقد رأيت السوء في وجهه من الحياء، فبدأت بحاجته قبل أن يسألها” وكل هذا هو طمعا في نعيم الآخرة، وأما نعيم الآخرة فاستمع إلى هذا الرجل الذي سأل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل في الجنة من خيل؟ فقال صلى الله عليه وسلم.

” إن أدخلك الله الجنة فلا تشاء أن تحمل على فرس من ياقوتة حمراء تطير بك في الجنة حيث شئت إلا كان” ثم جاء آخر فقال يا رسول الله، هل في الجنة من إبل؟ فأجابه صلى الله عليه وسلم بجواب يعم جميع المركوبات، فقال “إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك ” رواه الترمذي، وأما نساء أهل الجنة فلسن كنساء الدنيا، ألم تسمع قول الله تعالى “ولهم فيها أزواج مطهرة” مطهرة من الحيض والنفاس ومن البول والغائط والمخاط والبصاق وسائر الأنجاس، فيا من انتهك حرمات رب العالمين، إياك أن تبيع الحور العين ببنات الطين وغض بصرك عن السفور، واحفظ فرجك عن الفجور، وقدم العفة مهرا للحور، فقال سبحانه “وزوجناهم بحور عين”

والحوراء هى الشابة الجميلة البيضاء ، شديدة سواد العين، شديدة بياضها والعيناء هى واسعة العينين وقال الله تعالى “كأمثال اللؤلؤ المكنون، كأنهن الياقوت والمرجان” كأن الحورية الياقوت في صفائه، والمرجان في حسن بياضه، وقال سبحانه “فيهن خيرات حسان” خيرات الأخلاق، حسان الوجوه، جمع الله لهن الجمال الحسي والجمال المعنوي، فما رأيكم لو أن امرأة واحدة من الحور العين أطلت علينا في سمائنا، ماذا يحدث في هذا الكون؟ فلقد كان التابعون يحرصون على قضاء حوائج الناس، فقد قال محمد ابن الحنفية رحمه الله وهو ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، أيها الناس، اعلموا أن حوائج الناس إليكم نعم الله عز وجل إليكم، فلا تملوها فتتحول نقما، واعلموا أن أفضل المال ما أفاد ذخرا، وأورث ذكرا، وأوجب أجرا، ولو رأيتم المعروف رجلا لرأيتموه حسنا جميلا يسُرّ الناظرين، ويفوق العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.