الدكروري يكتب عن البجلي مع ذي الكلاع الحميري


بقلم / محمـــد الدكـــروري


ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الصحابة الكرام رضوان الله تعالي عليهم أجمعين، وكان منهم الإمام جرير بن عبد الله البجلي، وقيل أن من أبرز ملامح شخصية جرير بن عبد الله هو علمه، حيث كان رضي الله عنه ذكيا محدثا عالما بأمور دينه، وروى أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما عده العلماء من أهل الفتيا البارزين، وكان من أثر جرير بن عبد الله في الآخرين، أنه قيل بعث جرير بن عبد الله البجلي إلى ذي الكلاع الحميري وذي عمرو يدعوهما إلى الإسلام فأسلما وتوفي رسول الله صلي الله عليه وسلم وجرير عندهم، وروى البخاري بسنده عن جرير بن عبد الله قال كنا عند النبي صلي الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة يعني البدر فقال.

“إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب قال إسماعيل افعلوا لا تفوتنكم” وروى البخاري أيضا بسنده عن زيد بن وهب قال سمعت جرير بن عبد الله، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال “من لا يرحم لا يرحم” وفي سنن أبي داود عن جرير قال، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “من يحرم الرفق يحرم الخير كله” وكان من كلمات جرير بن عبد الله أنه قال “الخرس خير من الخلابة، والبكم خير من البذاء” وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل وافدا عليه ” يطلع عليكم خير ذي يمن كان على وجهه مسحة ملك”

وفيه قال الشاعر لولا جرير هلكت بجيلة، نعم الفتى وبئست القبيلة، فقال عمر بن الخطاب ما مدحه من هجى قومه وكان عمر بن الخطاب يقول جرير بن عبد الله بن يوسف هذه الأمة يعني في حسنه، وعن جرير بن عبد الله البجلي قال لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي فحللت عيبتي ولبست حلتي وانتهيت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فسلمت عليه وعلى المسلمين فقلت لجليسي، هل ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمري نعم ذكرك بأحسن الذكر فبينما هو يخطب إذ عرض له في خطبته فقال يطلع عليكم من هذا الباب رجل من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك قال فحمدت الله على ما أبلاني، وقد قدم جرير بن عبد الله سنة عشر المدينة ومعه من قومه مائة وخمسون رجلا فأسلموا وبايعوا.

وقال جرير فبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعني وقال “على أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتنصح المسلم وتطيع الوالي وإن كان عبدا حبشيا” فقال نعم، فبايعه صلى الله عليه وسلم، وقال أبو عمر رحمه الله كان إسلامه في العام الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال جرير “أسلمت قبل موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين يوما”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.