الدكروري يكتب عن استعذ بالله من أربع

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، أما بعد إنه من قرأ الوصف القرآني لإغراق قوم نبي الله نوح عليه السلام وله قلب حي هاله خبرهم، وخاف مصيرهم، وحذر فعلهم، وجانب طريقهم، فلقد جاءهم أمر الله تعالى، وحق عليهم عذابه، وعلامته فوران التنور، وقد أمر نوح عند ظهور هذه العلامة أن ينجو بالمؤمنين في السفينة، فتخيلوا أمواج المياه أمثال الجبال لتتصوروا هول ذلك، انظروا إلى أعلى بناء في المدينة وأمواج المياه تناطحه وتساويه وتغطيه، والناس ببيوتهم ومراكبهم ومتاعهم أسفله.

فيا له من مشهد مخيف، والغرق عذاب قد أصاب الله تعالى به قوم نوح عليه السلام، وقص الله تعالى علينا خبرهم في عدد من السور للعبرة بهم فإن الغرض الأساس من قصص القرآن الاعتبار بما حل بالسابقين، ومجانبة طرقهم لئلا يصيبنا ما أصابهم، وعندما تستشعر عظمة الله عز وجل وأنه القادر علي كل شيئ، وأنه بيده الملك وهو علي كل شيء قدير يصغر كل هم لديك لأنك مرتبط بالله سبحانه وتعالي، محسن الظن بالله جل وعلا، كلما تمر بك حالة إحباط وألم تستغفر وتحتسب موقنا بأن الله لن يخذلك فهو أكرم الأكرمين، فنحن نمر بعصر كثرت فيه الفتن، واختلطت فيه الأمور على كثير من الناس، وتزعزعت القلوب، وانجرف كثير من الناس تجاه الشهوات ومزالق الشيطان إلا من رحم ربي، وتذكر قول الله عز وجل كما جاء في سورة العنكبوت “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”

فارجع إلى صلاتك، واثبت وسامح وتوب الي الله، وردّ الحقوق واستغفر، وتأكد أن الله لا يرد تائبا، وإنه جل وعلا يحب التوابين، ويحب المتطهرين، وقل دوما “يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينك” فقد قالها قبلك المعصوم صلوات ربي وسلامي عليه، وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم أطهر الأمة قلوبا وأقواهم إيمانا وثباتا، وأتقاهم سريرة ومخبرا، قد أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونحن نقول اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، والفتن هي المحن، والفتن هي الاختبار والتمحيص، ومن شدة تحذير النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة وللأمة من بعدهم، أمرهم في كل صلاة أن يتعوذوا بالله من الفتن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا تشهد أحدكم” أي في التشهد الأخير من كل صلاة “

فليستعذ بالله من أربع، يقول اللهم إني أعوز بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال” رواه مسلم، في كل صلاة نتعوذ بالله من هذه الأربع، والاستعاذة بالله من الفتن أي إننا نلجأ إلى الله، وندعو الله ونعتصم بالله من الفتن، وصاحب العقل واللبيب يهرب من الفتن، فالبعد عنها عصمة منها، إذا ابتعدنا عن الفتن، عصمنا الله منها وكفانا شرورها، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، أمرنا ألا نستشرف الفتن حتى لا نقع فيها، تحذير وإنذار لكل مسلم بألا يعرض نفسه للفتن، لا تمتحن نفسك بالفتن، لا تختبر نفسك بالفتن، فلربما سقطت في الامتحان ورسبت في الاختبار، ووقعت في الشرور، وتغيرت عليك الحياة.

فقال صلى الله عليه وسلم ” ستكون فتن” أي فتن امتحانات واختبارات للإيمان والثبات، زلزلة للقلوب ” القاعد فيها خير من القادئم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ومن يشرف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به” رواه البخاري ومسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.