الدكروري يكتب عن إياكم والمحدثات في الدين


بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين ونصلي ونسلم ونبارك علي خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، الذي كان صلي الله عليه وسلم بيته من طين، متقارب الأطراف، داني السقف، وقد رهن درعه صلي الله عليه وسلم في ثلاثين صاعا من شعير عند يهودي، وربما لبس صلي الله عليه وسلم إزارا ورداء فحسب، وما أكل على خوان قط، وكان أصحابه صلي الله عليه وسلم ربما أرسلوا له الطعام لما يعلمون من حاجته إليه، كل ذلك إكراما لنفسه عن أدران الدنيا، وتهذيبا لروحه وحفظا لدينه ليبقى أجره كاملا عند ربه، وليتحقق له صلي الله عليه وسلم وعد مولاه ” ولسوف يعطيك ربك فترضي ” فكان يقسم الأموال على الناس ثم لا يحوز منها درهما واحدا.

ويوزع صلي الله عليه وسلم الإبل والبقر والغنم على الأصحاب والأتباع والمؤلفة قلوبهم ثم لا يهب بناقة ولا بقرة ولا شاة، بل يقول صلي الله عليه وسلم “لو كان لي كعضاة، أي شجر تهامة مالا لقسمته ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذابا ولا جبانا” فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد لقد ثبت في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التحذير من المحدثات في الدين وعن مشابهة أعداء الله من اليهود، والنصارى وغيرهم من المشركين مثل قوله صلى الله عليه وسلم ” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ” رواه البخارى ومسلم، وفي لفظ لمسلم” من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ” والمعنى فهو مردود على ما أحدثه وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة.

” أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة “رواه مسلم، ولا ريب أن تخصيص يوم من السنة للاحتفال بتكريم الأم أو الأسرة من محدثات الأمور، التي لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته المرضيون، فوجب تركه وتحذير الناس منه، والاكتفاء بما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد سبق أن الكاتب أشار إلى أن الشريعة الإسلامية قد جاءت بتكريم الأم والتحريض على برها كل وقت، وقد صدق في ذلك فالواجب على المسلمين أن يكتفوا بما شرعه الله لهم من بر الوالدة وتعظيمها والإحسان إليها والسمع لها في المعروف كل وقت وأن يحذروا من محدثات الأمور التي حذرهم الله منها والتي تفضي بهم إلى مشابهة أعداء الله والسير في ركابهم.

واستحسان ما استحسنوه من البدع, وليس ذلك خاصا بالأم بل قد شرع الله تعالى للمسلمين بر الوالدين جميعا وتكريمهما والإحسان إليهما وصلة جميع القرابة وحذرهم سبحانه من العقوق والقطيعة وخص الأم بمزيد العناية والبر، لأن عنايتها بالولد أكبر ما ينالها من المشقة في حمله وإرضاعه وتربيته، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال الإشراك بالله، وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور” وسأله صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله أي الناس أحق بحسن صحابتي ؟ قال أمك ، قال ثم من ؟ قال ثم أمك ، قال ثم من ؟ قال ثم أمك ، قال ثم من ؟ قال أبوك ثم الأقرب فالأقرب”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.