الدكروري يكتب عن إقامة الولائم في رمضان


بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن أحكام الصيام، وأما عن حكم إقامة الولائم في الخامس عشر من رمضان وذلك اعتقاد أن فى الخامس عشر من رمضان فضلا، وهوأنه فى إقامة الولائم بدعة، وسائل يقول ما هو أفضل الصيام لوالدتى المتوفية؟ فإنه لا يُصام عن الميت نفلا، إذا كان عليه قضاء واجب وفرط فيه تقضى عنه، أو عليه نذر فرط فيه ومات ولم يقضه تقضى عنه، لكن تقول أريد أن أصوم عن أبي نفلا هكذا، لا، فإنه لا يصوم أحد عن أحد، ولا يصلى أحد عن أحد إلا الصيام ذكرنا الحالات التى يصوم فيها الشخص عن الميت سواء كان من أقربائه، أو من أصدقائه أو من أى انسان يجوز أن يصوم القضاء عن شخص فرط ولم يقض، ويقول قائل تركت الصيام فى سنة من السنوات ولم أكن أصلى.

فإذا لم تكن تصلى معناها أنك كنت خارج عن ملة الإسلام لأن ترك الصلاة كفر، وفى هذه الحالة لا يجب عليك قضاء الصيام لأنك لما تركته كنت خارجا عن الإسلام، ولا يجب عليك بعد ما صليت وأسلمت أن تقضى الصيام الذى وقع فى زمن الكفر، ويقول رجل يخرج منه سائل أبيض لزج أثناء التبول، هل يبطل الصيام؟ فنقول لا، لا يبطل الصيام، نجس يغسله ويتوضأ فقط، وأما عن الحكمة من طلب التوبة من الفتاة التى لم تبلغ أهلها ببلوغها، فإنه ليس الذنب أنها ما أبلغت أهلها ببلوغها، وإنما الذنب أنها لم تصم وقد صار الصيام عليها واجبا بالبلوغ، ويقول قائل لامست امرأة لا تحل لي، ولم أجامعها، ولكن لم أزني؟ فإن صيامك صحيح إلا إذا أنزلت، وعليك التوبة إلى الله من مس إمرأة لا تحل لك.

كما قال صلى الله عليه وسلم ” لأن يطعن أحدكم بمخيط في رأسه خير له من أن يمس امرأة لا تحل له” رواه الطبرانى، وهل فى صيام النفل إذا نوى أن يجعله قضاء أثناء النوم، هل يجزئ؟ فالجواب لا، صيام القضاء لا بد فيه من النية مثل الأداء، إذا أردت أن تقضي عن رمضان الماضى لا بد أن تنوى القضاء قبل الفجر، ولا بد حتى يجزئ عنك القضاء، أما النفل فلو حصلت النية أثناء النهار ولم تكن قد أكلت أو شربت شيئا أو أتيت بعض المفطرات فإن صيامك صحيح، وقيل أن رجل أفطر يوما من رمضان لعذر، وعندما جاء ليقضى جامع زوجته وهو صائم القضاء، فماذا عليه؟ أن يتوب إلى الله ويقضى وليس عليه الكفارة كما لو كان جامع فى رمضان، ليس عليه، وقيل إذا كان يحلق عانته وخرج عليه شيء من المنى وهو صائم؟

فإذا كان متعمدا بإخراجه فإن صيامه يفسد، وقيل إذا كنت فى بلد كفار أو فى بر فكيف أعرف أنه وجب على الإمساك؟ فالأصل أن يكون عندك شيء من الإلمام بكيفية طلوع الفجر من خلال القراءة، ثم تطبيق هذا بالواقع، ولكن ما صفة الإطعام للعاجز عن الصيام؟ فإن له طريقتان، فالأولى هو أن يصنع طعاما ويدعو المساكين إليه، والثانية وهو أن يفرق الطعام على المساكين سواء كان مطبوخا أم لا، ولكن ما حكم السحور لمن أراد الصيام؟ فإن الأمر بالسحور على الاستحباب كما قرر هذا الشيخ بن عثيمين رحمه الله، كما يسن أن يكون السحور في الجزء الأخير من الليل، لقول زيد بن ثابت رضي الله عنه “تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة، فقلت كم كان بين الأذان والسحور؟

قال قدر خمسين آية” رواه البخاري ومسلم، ولقوله صلى الله عليه وسلم “لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور” رواه أحمد، ويحصل السحور بأقل ما يتناوله المرء من مأكول ومشروب، كما قال ابن حجر رحمه الله في الفتح، ولكن على ماذا يسن أن يفطر الصائم؟ فإن الفطر على تمر، فإن لم يجد فعلى ماء، ودليله ما جاء عن سلمان بن عامر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا كان أحدكم صائما فليفطر على التمر، فإن لم يجد التمر فعلى الماء، فإن الماء طهور” رواه الخمسة، ولكن ما هى مفسدات الصوم؟ فإن للصوم عدة مفسدات، وهى أولا الأكل والشرب عمدا غير نسيان، وقد أجمع على هذا أهل العلم رحمهم الله تعالى، قال تعالى.

“وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر” والتدخين داخل فيه كما أفتى بهذا الشيخ بن عثيمين رحمه الله وغيره من أهل العلم، ومثله إدخال شيء إلى الجوف عن طريق الأنف، كقطرة الأنف، وبهذا أفتى الشيخان عبد العزيز بن باز ومحمد بن عثيمين رحمهما الله تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.