الدكروري يكتب عن إسحاق يتزوج من السيدة رفقة


بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد تزوج نبي الله إسحاق عليه السلام من السيدة رفقة عندما كان عمره أربعون سنة، وقد مرّ عشرون عاما قبل أن يولد لهما، وفي ذلك الوقت، كان إسحاق ورفقة يدعوان الله بإخلاص ليرزقهما الذرية، فاستجاب الله في النهاية دعاء إسحاق وحملت رفقة، وقد تضايقت رفقة جدا في حملها واشتكت إلى الله معاناتها فيه، وكانت رفقة تظن أنها تحمل ولدا واحدا له صفتان متصارعتان، لذا طلبت الاستنارة، وهناك أتتها النبوءة بأن ابنيها يتصارعان في رحمها وسيتصارعان في حياتهما وجاء في النبوءة أن الأكبر منهما سيخدم الأصغر، وستكون إحدى الأمتين أقوى من الأخرى، وفُسّر هذا على أن الأمتين لن تكونا قويتين في وقت واحد، فإذا سقطت واحدة، صعدت أختها، والعكس بالعكس، وحسب التراث.

لم تبح رفقة لزوجها إسحاق بالنبوءة التي رأتها، وعندما حان مخاض رفقة، جاء ابنها الأول أحمر ومشعرانيا في كل جسمه، وكان أخوه الثاني يمسك بعقب قدمه، وسمّى الراؤون الأول عيسو أي بمعنى الشديد أو الممسوك ومعنى عسه أي فعل أو جعل، أو كمل من العبرية عسوي، لأنه كان كامل الشعر مثل الأطفال الذين هم أكبر منه، وسُمي الثاني يعقوب أي ممسك العقب، أي عقب القدم، وقيل إن الصبيين لم يظهر أي فرق بينهما وهما صغيران، ولكن حين بلغا عمر الثالثة عشر عاما، شغل يعقوب نفسه بمدرسة التوراة، وشغل عيسو نفسه بالأصنام، وتشير أوصاف الشابين إلى طبعيهما المتضادين، فكبر الغلامان، وكان عيسو إنسانا يعرف الصيد، وهو إنسان البرية.

ويعقوب إنسانا كاملا يسكن الخيام، يشير وصف عيسو بالصياد إلى مهارته في إيقاع أبيه في فخ الكلمات، فكان مثلا، يسأل إسحاق إذا كانت العشور تؤخذ من الملح أو القش، لكي يجعل أباه يظن أنه ملتزم بالوصايا، ويقول الكتاب المقدس إن موقف الأبوين من الغلامين كان مختلفا، فقد أحب إسحاق عيسو لأنه كان يأكل من صيده، أما رفقة فأحبت يعقوب، وهكذا هم أنبياء ورسل الله عز وجل هم الذين حملوا الرسالات ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم، ويقول رب العزة فى الحديث القدسى “عبدي أخرجتك من العدم إلى الوجود وجعلت لك السمع والبصر والعقل، عبدي أسترك ولا تخشاني، وأذكرك وأنت تنساني، أستحي منك وأنت لا تستحي منى، من أعظم منى جودا ومن ذا الذي يقرع بابي فلم أفتح له.

ومن ذاالذي يسألني ولم أعطيه، أبخيل أنا فيبخل على عبدي؟ وجاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا رسول الله “من يحاسب الخلق يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” الله ” فقال الأعرابي بنفسه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” بنفسه ” فضحك الأعرابي وقال” اللهم لك الحمد” فقال النبي صلى الله عليه وسلم” لما الابتسام يا أعرابي؟ فقال يا رسول الله إن الكريم إذا قدر عفا، وإذا حاسب سامح، فقال النبى صلى الله عليه وسلم ” فقه الأعرابي” ويقول رب العزة سبحانه وتعالى فى الحديث القدسى “أنا عند ظن عبدى بى, وأنا معه إذا ذكرنى فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى, وإن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم, وإن تقرب إلي بشبرا تقربت إلية بذراعا, وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتانى يمشى أتيته هروله”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.