الدكروري يكتب عن أفضل صديق للإنسان


بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله تعالى ذو الجلال والإكرام، مانح المواهب العظام، والصلاة والسلام على النبي سيد الأنام، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم على التمام، وهو صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه “كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه” رواه مسلم، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة النساء حتى بلغت ” فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا” قال فرأيت عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان” رواه البخاري ومسلم، وعن عبد الله رضي الله عنه قال ” أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المِرجل من البكاء” رواه أبو داود.

وعن جابر رضي الله عنه قال عطش الناس يوم الحديبية وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إناء يتوضأ منه إذ جهش الناس نحوه، فقال مالكم؟ فقالوا ما لنا ما نتوضأ به ولا نشرب إلا ما بين يديك، قال فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في الإناء ودعا بما شاء الله أن يدعو، وقال ” حي على الوضوء والبركة من الله” قال جابر فلقد رأيت الماء يجري من تحت يده، فتوضأ الناس وشربوا، فجعلت لا آلو ما جعلت في بطني منه، فعلمت أنه بركة، فقيل لجابر كم كنتم يومئذ؟ قال ألفا وأربعمائة” رواه البخاري، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد فإن عادة ما يتم وصف هذا الحيوان وهو الكلب بالوفاء.

وكما يطلق عليه لقب أفضل صديق للإنسان، وذلك لمقدرته العالية على تذكر صاحبه ولو بعد انقطاع طويل عنه، وتوجد منه سلالات كثيرة مختلفة الطباع والمهمات، منها كلب الصيد، وكلب الحقول وكلب الرعاة وكلب الحراسة والكلب البوليسي، وكلب مرافقة المكفوفين وكلب الزلاقات، الذي يستعمل لجر العربات على الجليد، ويستعمل الإنسان الكلاب في الحراسة والصيد وجر العربات، وكانت تستخدم في الحرب للحراسة وحمل الرسائل، وهناك الكلاب المدربة التي تقود العميان والصم في الشوارع والعمل المنزلي كتنبيه الصم لجرس الهاتف أو الباب أو قيادة الأعمى للتجول داخل البيت أو عبور الشارع، وبعض أنواع الكلاب تتسم بحاسة شم قوية، ولهذا تدرب على مهام أخرى كالكشف عن المخدرات والمفرقعات والديناميت والنمل الفارسي.

والغرقى بالماء بالأعماق، ويمكن البحث عن المفقودين في الزلازل والحرائق وبعض الكلاب يمكنها التنصت على الأصوات التي لا يسمعها الإنسان بأذنيه، ونجد اليوم بعض المترفين ممن يفخرون بتقليد الغرب نجدهم يشترون الكلاب بأغلى الأثمان، ويضعونها في بيوتهم، وترافقهم في مجالسهم، ولا شك أن هذا الأمر لا يجوز، وقد جاء عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أنه قال ” لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها كلها ” رواه الترمذي والنسائى، فبعض هذه الأسر تراها تنفق المال الكثير في تنظيف هذه الكلاب، وإطعامها وعلاجها بينما تراها تبخل على نفسها أن تدفع هذا المبلغ في كفالة يتيم أو أسرة فقيرة، فليحذر هؤلاء الناس أن يحبط من أعمالهم كل يوم قدر قيراط من الأجر، إلا ما استثناه الشرع وهو كلب ماشية أو صيد أو زرع.

فإنه لا حرج في اتخاذ هذه الأنواع من الكلاب بشرط أن لا توضع داخل البيوت، وإنما خارجها لأن الملائكة لا تدخل بيتنا فيه كلب أو صورة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.