الدكروري يكتب عن أسماء النار وصفاتها

  • بقلم / محمـــد الدكـــروري
    الاثنين الموافق 8 يناير 2024

 

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شيء، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صلي وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم، أما بعد إن من أسماء النار وصفاتها، أنها دار العذاب الأبدي خلقها الله عز وجل ليجازي بها الكافرين إلى الأبد، ومن شاء من العصاة إلى ما شاء، وقد تعددت أسماؤها لعظمها، كجهنم والهاوية والسعير وسقر والحطمة ولظى، وغيرها من الأسماء التي توحي بالانتقام والحنق للمجرمين، نار تناهى في الشدة لهيبها، ووسع المعذبين وفضل بعد ذلك حجمها.

قعرها بعيد، وسوادها شديد، وأبوابها مؤصدة، وهي بحرها عليهم مطبقة، وعند تلاوة آيات الله بتدبر وتذكر، نجد أن وصف النار وأهلها في القرآن في شدة الهول والروع، تجد أن أهلها يقاسون صنوفا شتى من العذاب، فتارة في النار يصهرون، وتارة على وجوههم يسحبون، وأخرى بالحميم يلفحون، قد اسودت وجوههم، وغلت بالسلاسل والأنكال أيديهم، قطعت لهم ثياب من نار، وسرابيل من قطران، طعامهم الزقوم، وشرابهم الحميم، فمن أوصافها، أنها كائن حي بكل مقومات الحياة، تتحدث وتسأل وتتنفس وتطلب وتتمنى، ولو لم يأتنا هذا عن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، لقلنا ضربا من الخيال، ومن أوصافها أيضا أنها أضخم ما خلق الله، والدليل على ذلك أنها تسع حجما هو من أضخم ما خلق الشمس والقمر.

ورغم هذه الضخامة والسعة المهولة، فإن المجرمين يجدون من الضيق والحبس ما يعضون عليه الأنامل من ندم التفريط في الدنيا وتصور جسرها كيف أنه يكفي لحمل الخلائق كلهم يوم القيامة ، فكيف بجهنم نفسها؟ والنار قعرها بعيد، وعذابها شديد، والناس فيها في ظلمة وحر وعذاب شديد، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ” كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ سمع وجبة، والوجبة صوت ارتطام شديد، فقال صلى الله عليه وسلم ” تدرون ما هذا ؟ قال قلنا الله ورسوله أعلم، قال صلى الله عليه وسلم ” هذا حجر رمى به فى النار منذ سبعين خريفا، فهو يهوى فى النار الآن، حتى انتهى إلى قعرها” رواه مسلم، فعليكم بالإبتعاد عن النار وعن أي عمل يقرب غلي النار.

وإياكم وأعمال الجاهلية فقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله معلقا علي العُبية والفخر إلى الجاهلية فيذمها بذلك، وذلك يقتضي ذمها بكونها مضافة إلى الجاهلية وذلك يقتضي ذم الأمور المضافة إلى الجاهلية، وقال في موضع آخر وذلك أن الانتساب إلى الاسم الشرعي، أحسن من الانتساب إلى غيره، ألا ترى إلى ما رواه أبو داود من حديث أبي عقبة وكان مولى من أهل فارس قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا، فضربت رجلا من المشركين فقلت خذها وأنا الغلام الفارسي، فالتفت إلي فقال “هلا قلت خذها مني وأنا الغلام الأنصاري ؟” وقال العلامة القاري رحمه الله “وكانت فارس في ذلك الزمان كفارا، فكره صلى الله عليه وسلم الانتساب إليهم وأمره بالانتساب إلى الأنصار ليكون منتسبا إلى أهل الإسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.