البعيد عن العين

بقلم / عبير مدين

من الأقوال المتوارثة والمأثورة مقولة البعيد عن العين بعيد عن القلب، في الغالب هناك صراع ما بين المنطق و العاطفة، مابين صوت العقل وميول القلب وقلما أن يتفق هذا وذاك.
عندما ترجح كفة العاطفة وميول القلب يأتي الغياب والبعد كاختبار تتفاوت درجات اجتيازه فإما أن يذيب الغائب القلب شوقا ويرفع العقل الراية البيضاء ويسقط المنطق
أو أن ينجح المنطق ويعلوا صوت العقل وتسجن الميول داخل جدر القلب من جديد.
البعد مساحة وفرصة يعطي فرصة للعقل كي يفند العلاقات ويقيمها، يعيد ترتيب أولوياتك ويضع كل شيء في مكانه الصحيح لذلك لا عجب أن تموت علاقات في ظل الغياب الطويل أو المتكرر
ولا نعني بهذا العلاقة بين الحبيب و الحبيبة أو بين الأهل والاقارب والأصدقاء يندرج تحت هذه المقولة أيضا علاقة البعض بالوطن إذا شعرت أن هذا الوطن لا يشبع احتياجاتك أو يهمل متطلباتك إذا شعرت بغربه على أرضه أو كنت مسافر بعيدا عنها وجرفتك دوامة الحياة والبحث عن الذات أو لقمة العيش ثم يأتي عليك وقت تفيق بعد فوات الأوان وتكتشف انك فقدت علاقة عظيمة أو ذات قيمة فتصبح أقصى أمانيك أن تموت على أرضه أو تدفن فيها
الحبيب، الاهل، الأقارب، الاصدقاء والوطن حياة وليست مجرد مقبرة أو بوابة مرور للدار الآخرة.
إن خجلت من عواطفك فلا تندم وإن استسلمت لصوت العقل والمنطق فتحمل نتيجة اختيارك كما تريد أن تعيش كما تحب وتقرر اترك للآخرين حق تقرير المصير اترك مكانك ومكانتك لغيرك لا تجعلهم مجرد بديل في حياتك أو تسلية وترفيه في وقت فراغك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.