أهل الاستجابة في القرآن والسنة

بقلم / عاشور كرم

قال تعالي : (( وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ))

وإن الاستجابة تكون لله تعالى ولرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فهي حياة القلوب وهي دليل الإيمان الكامل والمحبة الصادقة حيث يقول الحق سبحانه : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ))
كما أن أهل الاستجابة موفَّقون لشكر نِعَم الله عز وجل باستعمال الجوارح التي وهبها الله لهم إياها في سماع الحق والاستجابة له فيقول سبحانه: ((إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ))كما أنهم موعودون بالمغفرة والنجاة والجنة يوم القيامة يقول تعالى: ((يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ))ويقول عز وجل ((لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى ))

شروط استجابة الدعاء
ولاستجابة الدعاء عدة شروط يجب أن تتوافر ليستجيب الله سبحانه وتعالى للعبد ومنها : أن يدعو المسلم الله سبحانه وتعالى لا شريك له بأسمائه الحسنى وصفاته العلى بصدق وإخلاص لأنّ الدّعاء يعدّ عبادةً فال الله تعالى : ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)) كما روي مسلم في الحديث القدسي : فقال ((من عمل عملًا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه ))
ومن شروط استجابة الدعاء أن لا يدعو المسلم دعاءً فيه إثم أو قطيعة رحم فقال أبي هريرة رضي الله عنه قال : رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ((يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل قيل : يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدّعاء )) وأيضا علي المسلم أن يدعو ربّه عز وجل بقلب حاضر وأن يكون على يقين من الإجابة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أنّ الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل له ))

وأخيرا اختتم حديثي بأننا
ما أحوجنا إلى الاستجابة لله ورسوله قبل أن يأتي يوم لا مفر منه ولا مرد فيقول سبحانه: ((اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِير فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلا الْبَلاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الإِنْسَانَ كَفُورٌ ))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.