بقلم / عاشور كرم
ينظر الإغريق إلى حب الذات على أنه تعاطف ذاتي فكما تظهر المودة والحب لشخص آخر عليك أن تظهر لنفسك المودة والمحبة أيضا فالكثير من الناس يربطون كلمة الحب بالرومانسية فكان أفلاطون يجادل دائما بأن الجاذبية الجسدية ليست ضرورية للحب لهذا السبب فهناك العديد من أنواع الحب المختلفة وغالبا ما يشار إلى هذا النوع بالحب الأفلاطوني أي الحب دون الجنس ومنها أيضا
((الأغابي)) وهو حب الإيثار ونكران الذات والحب غير المشروط وأعتقد الإغريق أنه كان متطرفا ربما لأن قلة من الأشخاص قادرون على الشعور به على مدى طويل وقد يصف بعض الناس ((الأغابي)) بأنه نوع من الحب الروحي على سبيل المثال يعتقد المسيحيون أن يسوع المسيح أظهر هذا النوع من الحب لكل البشر فقد أنكر ذاته وضحى بنفسه حتى يتمكن الآخرون من التخلص من خطاياهم إذ عانى لسعادتهم
و((إيروس))
فإيروس هو اسم إله الحب والخصوبة عند الإغريق وعادة ما يكون مرتبطا بالحب الرومانسي والعاطفي والجسدي وهو تعبير عن الشغف بالحبيب
وفي الواقع خشي الإغريق من هذا الحب إذ اعتقدوا أن البشر لديهم دوافع غريزية للتناسل لذلك فإن كان هذا الحب قويا جدا فقد يؤدي إلى فقدان السيطرة
أما ((فيليا))
فعرف الإغريق هذا النوع من الحب بأنه الحب الحنون بعبارة أخرى هو الحب الذي نشعر به تجاه أصدقائنا يعتقد الإغريق القدماء أن هذا الحب كان أفضل من حب الإيروس لأنه كان يمثل الحب بين الناس الذين يعتبرون أنفسهم متساويين فلا يمكننا أن نعطي الآخرين ما ليس لدينا وإذا كنا لا نحب أنفسنا فكيف يمكننا حقا أن نحب الآخرين
و(( ستورغ ))
هو حب العائلة وهذا النوع من الحب يبدو كأنه يشبه فيليا (الحب بين الأصدقاء) ولكنه أكثر من ذلك فهو الحب بين الوالدين والأطفال و يشبه هذا النوع من الحب فيليا في عدم وجود جاذبية جنسية أو جسدية إلا أن رابطا قويا يجمع بين المحبين وهو رابط القرابة
كما أن((براغما ))
هو الحب الأبدي وهو الذي نضج وتطور على مدى فترة طويلة من الزمن كالأزواج القدامى الذين كانوا معا منذ سنوات مراهقتهم وبقوا معا حتى الكبر للأسف هذا النوع من الحب أصبح نادرا إلى حد ما وهذا الحب لا يتطلب الكثير من الجهد في العلاقة فكلا الطرفين جيد في تقديم التنازلات وكل منهم يبذل جهدا متساويا لجعل الشخص الآخر سعيدًا أما
(( لودوس))
فهو الحب الطفولي
ويعرف بالحب المرح وأفضل طريقة لوصفه هي الأيام الأولى من العلاقة حيث الرومانسية وتشير الدراسات إلى أنه عندما يعاني الناس من هذا الحب فإن ادمغتهم تتصرف بشكل كبير كما لو تعاطى الكوكايين بعبارة أخرى يكون دماغك نشطا مثل أي شخص يأخذ المخدرات ويشعرك هذا الحب بأنك حي ويعطيك الحماسة للحياة
و((مانيا ))
هو ليس بالضرورة نوع جيد من الحب لأنه يمثل ((الهوس)) فهذا النوع من الحب يمكن أن يقود الشخص إلى الجنون والغضب والغيرة. يعاني الأشخاص الذين يمتلكون هذا النوع من الحب من تدني احترام الذات إذ يخشون فقدان حبهم، مما يجبرهم على قول أو فعل أشياء مجنونة من أجل الاحتفاظ به. إن لم يتم السيطرة عليه، يمكن أن يكون الهوس مدمرًا جدًا في بعض الحالات.
وأخيرا اختتم حديثي بأن
((فينوس)) أنجبت صبيا يسميه الرومان ((كيوبيد)) أو ((أمور)) فكان الرفيق الدائم الصحبة لأمه واعتبر إله الحب الذي يمثل مبدأ الاتفاق والاتحاد في بناء العالم ومخلوقاته وظل ((كيوبيد))هذا طيلة حياته طفلا يملؤه المرح والحزن ولكنه مع ذلك كان لا يعرف الرحمة قاسي القلب تصعب مقاومته ليس لسلطانه حد على الآلهة وعلى البشر سواء بسواء