التغيرات المناخية والبصمة البيئية

بقلم / عاشور كرم

التغيرات المناخية والبصمة البيئية

البصمة البيئية
إننا نسمع دائما عن بصمة اليد وبصمة العين ولكن البصمة البيئية هي مصطلح ابتكره باحثون من جامعة كولومبيا مع بداية تسعينات القرن الماضي عندما قاسوا مساحة الأرض المطلوبة لتزويد السكان بالمواد والموارد بشكل عام بناء على معدلات الاستهلاك المتباينة جغرافياً وكذلك قياس المساحة التي يتطلبها امتصاص نفاياتهم وأطلق على هذه الطريقة المبتكرة البصمة البيئية

وتقيس البصمة البيئية طلب البشر على الطبيعة أي المقدار اللازم من الطبيعة لدعم البشر أو الاقتصاد فهو يتعقب ذلك الطلب من خلال نظام المحاسبة البيئية وتقارن الحسابات بين منطقة منتجة حيويًا يستخدمها البشر في استهلاكهم وبين منطقة منتجة حيويًا موجودة خلال منطقة ما أو في العالم (القدرة الحيوية هي المنطقة المنتجة القادرة على إعادة إنتاج ما يتطلبه البشر من الطبيعة)
و باختصار هو قياس لتأثير الإنسان على النظام البيئي لكوكب الأرض كما يكشف اعتماد اقتصاد البشر على رأس المال الطبيعي. وتقاس بالهكتار
إذاً يمكن أن نعرف البصمة البيئية بأنها مؤشر لقياس تأثير مجتمع معين على كوكب الأرض ونظمه الطبيعية ويوضح لنا مؤشر البصمة البيئية مدى مستوى استدامة نمط عيش سكان دولة محددة ومدى تأثيرهم وضررهم بكوكب الأرض يتم التوصل إلى هذه النتيجة من خلال مقارنة استهلاكنا للموارد الطبيعية مع قدرة الأرض على تجديدها
ويمكن استخدام البصمة البيئية لحساب أنماط الاستهلاك الخاصة بدولة معينة أو مدينة أو شركة أو فرد لكننا سنخص بحديثنا البصمة البيئية على المستوى الوطني.
ترتبط بصمتنا البيئية باستهلاكنا الصافي للموارد الطبيعية ويتم حساب ذلك باستخدام معادلة بسيطة هي: الاستهلاك الصافي = الإنتاج + الاستيراد – التصدير.

مقارنة البصمة بالقدرة الحيوية
يمكن مقارنة البصمة والقدرة الحيوية على المقياس الفردي أو الإقليمي أو المحلي أو العالمي ،
فتتغير كل من البصمة والقدرة الحيوية سنويًا بتغير تعداد البشر والاستهلاك لكل فرد وكفاءة الإنتاج وإنتاجية النظم البيئيةعلى المقياس العالمي وتُظهر تقييمات البصمة ضخامة متطلبات الإنسان مقارنة بما تستطيع الأرض تجديده منذ عام ٢٠٠٣ م تحسب شبكة البصمة العالمية البصمة البيئية من خلال مصادر بيانات الأمم المتحدة للعالم ككل ولأكثر من ٢٠٠ دولة (تُعرف بحسابات البصمة المحلية) تُحدث الحسابات سنويًا بالبيانات الجديدة ويحدث التسلسل الزمني مع كل تحديث إذ تغير احصائيات الأمم المتحدة مجموعات البيانات التاريخية كما يتضح من بعض الابحاث أنه بقيت الاتجاهات الزمنية للدول والعالم ثابتة على الرغم من تحديثات البيانات

تحليل استخدام البصمة البيئية
يُستخدم تحليل البصمة البيئية على نطاق واسع حول العالم لدعم تقييمات الاستدامة
فهي تتيح للبشر قياس وإدارة استخدامهم للموارد خلال الاقتصاد كما تستقصي استدامة أنماط الحياة الفردية والبضائع والخدمات والمؤسسات والقطاعات الصناعية والأحياء والمدن والدول منذ ٢٠٠٦ م وُضعت أول مجموعة من المعايير الخاصة بالبصمة البيئية

وأخيرا اختتم حديثي بأن
تقدِر شبكة البصمة العالمية أن البشر في عام ٢٠١٤ م استهلكوا رأس المال الطبيعي بمعدل أسرع بمقدار ١،٧ مرة مقارنة بما تستطيع الأرض تجديده يعني ذلك أن البصمة البيئية للبشر تضاهي ١،٧ من كوكب الأرض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.