الغفلة

بقلم / عاشور كرم


الغفلة هي الإهمال واللامبالاة وهي أيضا قلة التحفظ والتيقظ فالغافل في الإسلام هو من سها أو أهمل أمور الدين ويسمى صاحب الغفلة بالغافل

إن الله تعالى حذر من الغفلة وأهلها قال تعالى: ((ولا تكن من الغافلين)) كما اخبرنا المولى عز وجل أن أكثر الخلق غافلون فقال:(( وإن كثيرا من الناس عن أماتنا لغفلون))

و وضح لنا الله تعالى بأن الناس في غفله عم خلقوا له فقال :(( ويعلمون ظاهرا من الحياه الدنيا وهم عن الأخره وهم غافلون )) ولكن إن من بعض الصالحين قد يقع في الغفلة ولكن سرعان ما ينتبهون ويتذكرون ويتوبون إلى الله تعالى : فقال فيهم : ((إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ))

علامات الغفلة

للغفلة علامات كثيره منها

التكاسل عن الطاعات وقله ذكر الله
إن من صفات المنافقين أنهم((إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله الإ قليلا ))
الغفلة عن تعلم العلم الشرعي
فالغفلة عن قراءة القرآن والغفلة عن الأذكار التي تحفظ الإنسان من شياطين الإنس والجن كما أيضا توجد علامات للغفلة مثل
استصغار المحرمات والتهاون بها
إنهافي المعصية والتفاخر بها فيقول النبي صلى الله عليه وسلم (( كل أمتي معافى إلا المجاهرون وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يسترهم ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه )) وايضا تضيع الاوقات من الغفلة
فإن الوقت نعمة ولا يضيعها الإغافل فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول ((نعمتان مغبون فيهما كثيرا من الناس الصحةوالفراغ ))

أسباب الغفلة
حب الدنيا والسكون إليها
إنها تطيل أمل الإنسان وتمنيه بالاماني الزائفة وتجعله مسوفا في التوبة قال تعالى
((ذرهم يأكلون ويتمتعون ويلههم الأمل فسوف يعلمون ))وقال النبي صلى الله عليه وسلم ((يهرم ابن آدم وتشب منه اثنتان الحرص على المال والحرص على العمر ))

مصاحبه أهل الغفلة
وهم جلساء السوء والله تعالى نهى عن مصاحبة الغافلين فقال:(( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداةوالعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ))

المبيحات
فالمبيحات من أسباب الغفلة والله سبحانه وتعالى يقول: فالذين ينهمكون في أنواع كثيرة من المبيحات التي جعلهم يغفلون على الله تعالى والدار الآخره فحذر النبي من ذلك فقال من (( اتبع الصيد غفل ))

أتباع المعاصي والذنوب يقول الله تعالى:(( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ))
والرسول يقول:(( إن المؤمن إذا أذنب نقطة سوداء في قلبه فإن تاب ورجع واستغفر قلبه فإن زاد زادت فذلك الران الذي ذكره الله في كتابه )

اتباع الهوى
فإنه أعظم أسباب الغفلة فالله سبحانه وتعالى قال: ((أفرأيت من اتخذ إليهم هواه وأضله الله على علم ختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهده من بعد الله أفلا تذكرون))
فالذي قد صار تبعا لهواه فما هوية سلكه سواء كان يرضي الله أو يسخطه فهو غافل

الإعراض عن دين الله
وهو الذي يبعد عن دين الله سبحانه وتعالى فالله سبحانه وتعالى يقون في حقه:(( اقترب للناس حسابهم وهم في غفله معرضون )) أي إن حسابهم اقترب وذلك لبعدهم عن دين الله وعن إرضاء الله وطاعه الله عز وجل

وأخيرا اختتم حديثي بأن الله تعالى يقول: (( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم أنفسهم اولئك هم الفاسدون))
وإن من الحرمان كل الحرمان أن يغفل العبد عن هذا الأمر ويشابه قوما نسوا الله وغفلوا عن ذكره والقيام بحقه واقبلوا على حظوظ أنفسهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.