بقلم / عبير مدين
عندما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن ميلاد الجمهورية الجديدة كنا نحلم بها المدينة الفاضلة التي قرأنا عنها في كتب الفلسفة والفكر هذه المدينة التي تذوب فيها الفوارق الاجتماعية، وينعم فيها الجميع بحرية الرأي والتعبير، ويموت فيها التعصب و العنصرية، وتسكنها الفضيلة، وتتحقق فيها مبادئ المواطنة.
بعيدا عن المنشآت الجديدة و المشروعات التنموية والمبادرات الرئاسية هناك أياد خفية تزرع أصابع الديناميت في أساس المجتمع المصري هناك من يعمل في الخفاء على تمزيق نسيجه عن طريق زرع العنصرية والتمييز ليس فقط بين شركاء الوطن لكن بين أبناء الدين الواحد!.
رغم أن القيادة السياسية تعمل على تحقيق حق المواطنة بصورة كبيرة و مكافحة التمييز من خلال القوانين و الفتاوى الشرعيه و التشريعية هناك من يعمل على تشويهها فنجد أن:
- قوانين المرأة والأسرة استغلها البعض لتحقيق أطماعه مما تسبب في حالة من الاستياء الشعبي وعزوف الشباب عن الزواج أكثر.
- شعور الإخوة الأقباط بالتمييز ضدهم فلا يوجد تمثيل حقيقي في الألعاب الرياضية خاصة الجماعية ويأتي على رأسها كرة القدم، حتى أن أصبح هناك مطالبة من الكثير منهم بعمل نادي كرة قدم تابع للكنيسة!، وهذا يعد تمردا على إقصائهم من المشاركة الرياضيه ويعد نواة لزرع الفرقة والطائفية ليس فقط بين المسلمين و المسيحيين لكن بين أبناء الطوائف المسيحية وحتى لو تم رفض الموضوع من الجهات المختصة علينا أن نعالج المشكلة بصورة تضمن استقرار المجتمع وتحقق شعور المواطنة ومشاركة الجميع.
*كذلك لم يصل منهم احد لمنصب رئيس جامعة و تجاهل ترقيتهم لبعض المناصب العليا العسكرية رغم أن منهم كفاءات عالية مشهود لها. - هناك من يحاول تعميق الفرقة من خلال خطابه الديني لمريديه فأصبح يتردد بين العامة مسميات مثل مسلم وسطي ومسلم إسما وسلفي وإخوان وعادت لمحات التكفير والتعصب تظهر من جديد كفانا ما أصبحنا نعاني من إنهيار أخلاقي وعنف قولا أو عملا.
ابدأ لم يكن هذا حلمنا بالجمهورية الجديدة إننا على شفا السقوط في الجاهلية بكل مساوئها، علينا أن نعمل جميعاً بروح الفريق لعلاج هذه التصدعات قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه يكفي الناس لهيب ارتفاع أسعار السلع والخدمات والبحث عن لقمة العيش ومستقبل مجهول بسبب المتغيرات الدولية لا نتحمل حدوث صراعات داخلية على شاكلة الطائفية والمذهبية والتمييز .
انقذوا الوطن قبل أن ينفجر هذا الديناميت ونحترق جميعا نريد أن ننعم بالهدوء والسلام، نريد أن نحيا، نريد أن يجد الجميع نفسه ويجد مكان في الجمهورية الجديدة حتى يعلم الجيل الجديد معنى الانتماء.