من أحكام شهر الله المحرم


بقلم / محمـــد الدكـــــروري

إن مما يتعلق بشهر الله المحرم من أحكام، هو صيام يوم عاشوراء الذي صامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه وبين الأجر المترتب على صيامه، حاثا بذلك الناس على الصوم فعن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن صوم يوم عاشوراء، فقال “يكفر السنةَ الماضية” رواه مسلم، بل كان صلى الله عليه وسلم يصوم ويكثر الصيام في شهر محرم، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل” وإن عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر مُحرم في التقويم الهجري، ويسمى عند المسلمين بيوم عاشوراء.

وهو اليوم الذى يصادف اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي ابن أبى طالب حفيد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في معركة كربلاء، لذلك يعده الشيعة يوم عزاء وحزن كما وقعت العديد من الأحداث التاريخية الأخرى في نفس اليوم ويعد يوم عاشوراء عطلة رسمية في بعض الدول ويعد صيام يوم عاشوراء سُنة عند أهل السنة والجماعة، وصيامه يُكفر ذنوب سنة ماضية، وكلمة عاشوراء تعني العاشر في اللغة العربية، ومن هنا تأتي التسمية، وإذا ما تمت ترجمة الكلمة حرفيا فهي تعني في اليوم العاشر، أي اليوم الواقع في العاشر من هذا الشهر محرم، وعلى الرغم من أن بعض علماء المسلمين لديهم عرض مختلف لسبب تسمية هذا اليوم بعاشوراء.

إلا أنهم يتفقون حول أهمية هذا اليوم، ويعد الدعاء خلال يوم عاشوراء من السنن الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي أوصانا بالحرص على ترديد أفضل ادعية يوم عاشوراء، وأرشدنا إلى أن هناك أدعية يستحب ترديدها أثناء صيام يوم عاشوراء وكذلك في جميع أيام العام دون تحديد، وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع” قال فلم يأتى العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم” رواه مسلم.

فالسنة هو صيام التاسع والعاشر، ومن عجز أو تكاسل فليصم العاشر فقط بلا كراهة، وربما يتساءل البعض، لم نصوم يوم عاشوراء، والجواب هو عن ابن عباس رضى الله عنهما، قال قَدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينةَ، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال “ما هذا؟” قالوا هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال صلى الله عليه وسلم “فأنا أحق بموسى منكم” فصامه وأمر بصيامه رواه البخارى، وفيه عن أبي موسى الأشعرى رضي الله عنه قال “كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا، قال النبي صلى الله عليه وسلم “فصوموه أنتم” ومن شأن هذا اليوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه قبل النبوة.

بل كانت قريش كلها تصومه، بل كان صيامه واجبا أول ماقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فلما فرض رمضان، صار صيامه سنة، وهذا يدل على عظمة هذا اليوم، كيف لا ؟ وقد فقرق الله به بين الحق والباطل، فنصر نبى الله موسى وقومه من طاغية البلاد في ذلك الزمن الذي كان يقول أن ربكم الأعلى، وأغرقه ومن معه جميعا، بلا قتال من موسى ومن معه فكان من شكر موسى أن صام ذلك اليوم لله تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.