بقلم / محمد الدكروري
إن من البدع التي انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل مستفز وخارج عن المعتاد والمألوف هو سرادق العزاء الذي أصبح قريباً من حفل الزفاف بكل ما فيه من ضحكات وهمزات ولمزات وتصوير فيديو وفوتغرافي وفوتوشوب ومقرئين تتراقص وتتمايل بالقرآن ومنهم من يقرأ خطأ وحدث ولا حرج !!!!
وأصبح فيه نصبة القهوة بكل ما فيها من مشروبات ساخنة وعصائر طازجة ومياه معدنية وغازية وسفرجية ترمح كرمح الخيل في الميدان وتعالي هنا وروح هناك!!!
ولكن السؤال هنا هل يذهب للميت أي شيء من هذا السرادق الضحم الذي تتخطى تكلفتة مئات الآلاف من الجنيهات في زمن صعب تأن الناس فيه من الجوع ومن غلاء الأسعار والمعيشة ؟؟؟؟
والإجابة بلا شك لا وهو أنه لا يذهب للميت أي شيء من هذه المظاهر الكاذبة التي لا أساس لها في الدين !!!!
فلماذا كل هذه التكاليف التي لا تثمن ولا تغني من جوع فإن من باب أولى توفير هذه التكاليف للعمل بها في أعمال صالحة تفيد الميت وتصله ثوابها!!!
مثلاً أن نتكفل بتجهيز عروسة يتيمة أو فقيرة أو نساعد محتاج في إجراء عملية جراحية أو نساعد شاب عاجز يريد أن يعف نفسه أو نقوم بعمل صدقه جاريه على روح الميت أو نساهم في بناء مستشفى أو مدرسة أو إطعام الطعام أو أي عمل من أعمال الخير !!!
فلماذا كل هذا العناد وكل هذا الإصرار على عمل السرادقات رغم أن الجميع مستاء ومخنوق من تلك البدعة الحقيرة التي تدعوا الى الكبر وإلي التفاخر والتعالي والغرور!!!
فاعلم يا من تقوم بعمل السرادق أن هذا لا يغير شيء من أصلك أو حقيقتك فالكل واضح ومعروف وكل التاريخ محفور في ذاكرة الناس فأنت فلان ابن فلان وابوك فلان ابن فلان فلا يغير الصوان فيك أي شئ حتي يرتاح فكرك ولا تتعب!!!!
وصدق الشاعر إذ يقول
الأسد أسد وإن كلت مخالبه
والكلب كلب وإن طوقته ذهب
والحر حر وإن جار الزمان به
والعبد عبد وإن عليت به الرتب..
فأدعوا الناس إلي التواضع والعمل بهدي النبي صلى الله عليه وسلم والأخذ بسنته الشريفه ونسير على نهجة ودربه حتي نصل الى بر الامان !!!
فيا أخي يكفيك بعض من الكراسي يجلس عليها المعزيين وتقديم لهم واجب ضيافه فقط بالشيء اليسير وقارئ قرآن من الناس البسطاء المتواضعين والقاء حديث من أحد الأئمة أو المشايخ والعلماء وهذا يكفي!!!!
فاستقيموا يرحمكم الله!!!!