فرج أحمد فرج
باحث انثروبولوجيا
في البدء أهنئ نفسي والشعب الصبور المهاود بحصول أبطالنا وولادنا اللي مننا وشبهنا من الطبقة الكادحة وليسوا من طبقة الاليت بالساحل بل من القري والنجوع – الذهبي محمد الجندي في الخماسي والبطلة الفضية سارة سمير في الاثقال والبطل محمد السيد في الشيش .
بعد نهاية الاوليمبياد في باريس 2024 وبشري حصولنا بكل انواع الميداليات من برومزية وفضية وذهبية ورفعنا رصدنا منها الي ثلاث لشعب قوامه اكثر من 120 مليون وصرف تجهيز يصل الي مليار وربع تقريبا وسماع كل المنظرين والمحللين وبما انني لست منهم وواحدا ممن اخذ معلوماته من وسائل الاعلام الذي لا يريد ان نعرف غير المتاح لديهم وما يريدون ان يلقنونا به ، وكعهدي من الصغر بعد نكسة 1967 الا اصدق كل ما يقال وخاصة بعد خداعنا جميعا ، لم اعد ان اصدق مهما يقال من احلام ووعود ومهما خرج علينا احد باغلظ الايمانات بالنزاهة والشرف وحب الوطن ويختم كلامه بتحيا مصر .. تحيا مصر ، وكانه يقرء اية كريمة صدق الله العظيم .
هي بدأت تتري بحادث بطلات الدراجات ومرورها .. مر الكرام وبطلة السباحة ووعود المسئولين واللجنة الاوليمبية العودة علي الاقل ب 6-10 ميداليات .. شيئ جميل وعظيم الحلم ولكن في الرياضة بعد تجربتي مع حفيدتي في السباحة علمت انها من خلال القياسات التي تجريها اللجان المختلفة ، ومن خلالها يحددون المشاركين في البطولات من ارقامهم وقياساتهم وليس لاشياء اخري مثل الهيئة والشهادة العلمية والمركز الاجتماعي .. بل هي ارقام .
ومعلوم ان لكل سباق ارقامه الاوليمبية والعالمية ، تذكرت المتسابق الياباني في الرياضات الشتوية منذ اكثر من عام وجاء ترتيبة الثاني رغم ارقامه التي دخل بها تؤهلة للذهب .هذا لم يمر وقالوا هذا نصيبة ومقدر وكما نقول نحن كما قال مسئول اللجنة الاوليمبية ان سوء الحظ حرمنا من 7 ميداليات وقدر الله وماشاء فعل ونعم بالله .
الرياضة يا سادة ارقام وقياسات واتعجب عندما اري طفرة والخروج عن النواميس ويحصل توفيق بدعاء الناس الطيبين والصالحين و الامهات لابناءها المتمنين لهم بلحظة سعادة .
انا لست رياضي ولا ناقد كي انتقد الابطال ممكن شاركوا في المنافسات المتعددة في هذا العراك العالمي ، فقد تابعت بعض اللعبات وخاصة البطلات المصريات .. ووجدت فيهم روح المنافسة والسعي للبطولة متغلغلة في شراينهم وخاصة بطلات الشيش صغيرات السن ، لم أشعر فيهم بالتقصير او الاستهتار رجالا ونساءا ولكن رايت فارق التدريب والتكتيك للحصول علي البطولة وهزيمة المنافس .
تعجبت من الاعلام الذي صدر لنا طاقات سوداء سلبية من اول يوم الي جانب الايدي الهادمة لكل شيئ جميل واسف لهذه العبارة والذين تعمدوا ان يعلنوا بعض السلبيات والخطايا وكانهم ينشرون للعالم غسيلنا ؟؟؟ كما حدث لبطلة الملاكمة وخروج الابطال الواحد تلو الاخر وحصولة علي ترتيب الاخير من اول يوم في السباقات وازيد من الشعر بيت بطل المصارعة الذي اتهم بالتحرش وسرعان ما خرج المسؤل للاعلام انه سيتم التحقيق معه وقد يتعرض للشطب ونصب نفسه قاضا وجلاد في نفس الوقت دون تحري الدقة وانتظار ما ستسفر عنه التحقيقات وكما فعلوا من قبل مع المرحوم احمد رفعت واتهامه رحمه الله بتعاطي المنشطات وغيره !
في حين ان هناك ابطال من بلاد اخري .. اثرت بلدانهم الستر الذي يحسنا عليه ديننا الحنيف كيف نصرح ونسبق الاحداث ونجهز كبش الفداء والشمعات لاخفاقاتنا فهذه بطلة حامل واخري حدث لها تغيرات بيولوجية وهذه عضوة في مجلس النواب وهذا متحرش .
هل هناك أمه بها كل هذا العوار .. وتحقق النجاح ؟
وانتبهت بشيء من التدقيق لبعض اللعبات الجماعية مثل كرة اليد والقدم .. بعيدا عن النتائج لم اري غير الرجولة والاصرار وبذل الهمة والسعي للفوز من الجميع . ولكن شعرت في بعض الاحيان ان الزمن قد توقف بنا والة الزمن توقف دورانها وحدث لنا غيبوبة افقدتنا القدرة عن رفع اذرعنا والقينا الفوطة واستسلمنا للهزيمة في اخر لحظة ، وظهر هذا جليا في المباريات المؤهلة لحصد ميدالية في مباراة اليد مصر واسبانيا والقدم مصر وفرنسا وبعض الالعاب الاخري .
وسالت نفسي ماذا حدث ؟
وكانت الاجابة عند اليابانين عند خسارة بطل مؤهل لميدالية .. تشكل لجنة .. لجنة بجد !
واوصت بدراسة الثبات الانفعالي للابطال وتمرينات اكتساب الثقة بجانب المهارات الفردية والبدنية .
لا اغالي .. نحن نملك جميعا حب الوطن وتمني رفع علم بلادنا في كل المحافل ..ولدينا من هم يعملون بكل الاخلاص .
و المسئول الكبير يصرح ببياناته من استيقاء التقارير من كل اتحاد لعبة مشاركة ومتابعته الشخصية .
وهنا عندما تظهر النتيجة بهذا الشكل .. ارجوا الا يتغاضي عن تلك التقارير الحالمة والخادعة والتي دغدغت مشاعر الجماهير تحت شعار حب الوطن . ونصل بعد كل دورة للتصاريح المعلبة اننا نعد ونخطط للدورة القادمة .
كم عانينا من هذه النماذج وتغنينا بها وفي النهاية حصولنا علي صفر المونديل في عصر سابق .. فرجاء عدم التصريح ببيانات القدرة علي تنظيم مونديال في دورات قادمة الا بعد ان نملك بنية ومقومات لمثل هذا المتعرك الدولي .
وحقيقة لا ابخث ما تقوم به الدولة من بنية اساسية رياضية .. تؤهلنا ان نحظي باي تنظيم دولي او قاري ولا ينقصنا غير الرعاية الصحيحة للابطال وتوفير كافة الرعاية والامكانيات حتي لا يهربون ويجنسون ببلاد اخري يحصلون معها ميداليات والايمان بقدرات مدربينا الذين راينهم يدربون في بلاد اخري ويحصلون علي ميداليت لتلك البلاد .
السؤال المحير .. لماذا هم ناجحون في الخارج مثلهم مثل كل المصريين الذين يعملون في الخارج ؟
وما الذي ينقصهم هنا كي يكونوا بهذا النجاح ؟
لا ترهق نفسك في التفكير كي تجد اجابة .. طالما غاب التخطيط والهدف الإداري والتنظيمي ، وعدم المحاسبة وهدم الأخذ بالفهلوة وثوابت مقولات ودتنا في داهية مثل نحن اللي خرمنا التعريفة ودهنا الهواء دوكو وغيرها من الامثال التي تدعوا الي عدم الاخذ بالعلم وتركها بالبركة ودعاء الاولياء وطالما وجدت المحسوبية والواسطة والمجاملة ، صدمني تصريح لاعب تنس الطاولة عن دعم الاتحاد لهم وان رئيس الاتحاد واقاربة واولاده هم من يترأسون اتحاد اللعبة عمر اديب في برنامج الحكاية 11-8-2024
وشعور بعض اللعبات انها اقوي من اتحاداتها وبل ايضا اقوي من السلطة ويؤثرون علي انفسهم انهم مصدر سعادة هذا الشعب ولكي يحققوا ذلك لانفسهم لا ضرورة للفرق القومية ان تستفيد بجل عناصرها القوية ،
هذه النظرة المكيافيلية . . انا ومن بعدي الطوفان .. تحت وهم ان الدور الذي يقوم به في الداخل لا يقل اهمية عن الانتصارات الخارجية .
ويخرج الإعلام المخدر .. ان كنا لم نحقق ما نصبوا له في 2024، فامامنا دورة قادمة بعد اربع سنوات واكيد ستكون هناك المقولات المعلبة والتسجيلات التي ستقال جاهزة قبل وبعد 2028.
الأمم لا تحقق النجاح بالصدفة والفهلوة .. بل بالتخطيط والعجيب ان كل المشاركين لهم ارقامهم في البطولات العربية والقارية بل وايضا العالمية ، فهل كان لباريس سحر التسوق والموضة وهدايا البرفانات وبرج ايفل وفيرساي والشانزليزية واللوفر .. يا سادة انها فرصة للجميع زيارة بلد النور .
مشكلة بعض ابطالنا تتمثل في فقدان التركيز في اللحظات الاخيرة وعدم تحمل الضغوط العصبية والنفسية العنيفة التي يتسم بها امام المتنافسين اقرانه .
فكانت النتائج المحبطة في عدد من اللعبات مثل الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس .
والغريب ان بين هؤلاء مصنفين دوليا في مراكز كانت تؤهلهم لحصد ميداليات ، فهل الاستهانة بالخصم وعدم التقدير الجيد والغرور .
يدفعني ان اقول قبل 2028 ، الاستعداد لها واعادة هيكلة اللجنة الاوليمبية واجراء اصلاحات جذرية ومحاسبة المقصرين وتعيين مدربين يحركهم الشغف بدلا من نظرائهم الذين يتعماملون مع التدريب بمبدأ الموظفين وتجهيز لاعبين بعيدا عن المحسوبية والواسطة والقرابة وتاهيلهم وحل مشاكلهم والابتعاد عن البيروقراطية وشهوة الاستعراض والشو الاعلامي .
الرياضيون مثلهم مثل كل البشر ، تتأثر حالاتهم النفسية وبالتالي تعود اجسامهم ولا يمكن انفصالها عن الثبات الانفعالي والثقة في النفس وقوة التحمل والعزيمة .
ومن اسباب الحالة النفسية علي الجسم – الوراثة وفقدان الدافع وصعوبة في التركيز والسلوكيات الصحية ، وعدم المتابعة الدورية.
ولذلك التدريب علي ان تؤمن بنفسك وبقدراتك وايجاد الدافع القوي لنفسك انك ستنتصر ، هل سبق لك ان سمعت اذا كنت تؤمن بشئ ما، فيمكن للعقل تحقيقه او سواء كنت تعتقد انك تستطيع .. لان العقل قوي بشكل لا يصدق ومعتقداتك الذاتية تمتلك المقدرة علي منعك من الوصول الي امكاناتك الكاملة او دفعك للقيام بأشياء عظيمة وثقتك بنفسك تؤهلك للقيام بافعال علي ارض الواقع ، كما انها تساعدك ايضا علي تحمل مخاطر اكبر مما قد يؤدي الي مكافات اكبر ، واثبتت التجربة كلما عشت مشاعر ايجابية ستري المزيد من الفرص في الحياة وبتلك الافكار الايجابية ان تبني مجموعة مهاراتك ونظرا لان المشاعر الايجابية تزيد احساسك بالفرص والاحتمالات ، فأنها تساعدك ايضا علي بناء مهارات وموارد بينما المشاعر السلبية تفعل نقيض ذلك .
وذلك ما لحظناه في المباراة الاخيرة لفريق كرة القدم امام المغرب .. فدخل الفريق بسلبية وشعور بالضعف وانك مهزوم لا محالة .. فكانت النتيجة الصادمة .