بقلم / محمـــد الدكـــروري
السبت الموافق 18 مايو 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ثم أما بعد يا أيها الأب الكريم راعي أولادك فأنت مسؤول عنهم يوم القيامة فعليك أن تستغل فترة النزهة معهم وحلق بأهلك وولدك في لحظات تفكر في الجبال وفي البحار وفي السماء وفي النجوم وفي الصحراء وقل لهم إن الذي خلق هذا الخلق هو الله والله سبحانه وتعالي قد سخرها لنا فعلينا أن نحبه، وكن أنت قدوة لأهل بيتك فتفقد نفسك أين محبة الله في قلبك؟ وما آثارها العملية على أقوالك وأفعالك وعباداتك فالمحبة ليست دعوى نظرية مجردة من العمل.
واعلم أن محبة الله لا تزرع في القلوب بالصراخ والعصى وإنما باللطف والإقناع والدعاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل، فيقول إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض” متفق عليه، وإن أضرار الشبكة العنكبوتية الإنترنت كبيرة على من يستعملها استعمالا خاطئا، ويجب التوجيه إلى الحذر منها وخطرها على الأهل والذرية، ومن تلك الأضرار، هو ضياع الأوقات فإذا نظر المسلم من يجلس أمام شاشات الإنترنت.
علم طول الوقت الذي يخسره من عمره في غير منفعة، بل ربما يعود ذلك عليه بالضرر الحسي والمعنوي، وأيضا من الأضرار هو التعرف على صحبة السوء وهذا مشاهد في كثير من الأحيان، فالداخل إلى تلك الشبكة يبحث عن المتعة واللذة، فيصاحب من يكون على شاكلته، والغالب أنهم من أصحاب الهوى والشهوات الذين ليس لهم هم سوى الدخول في بحر الحب والغرام، والبحث عن الأفلام الهابطة والصور الخليعة، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول”مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة “متفق عليه، وإن من الأضرار أيضا هو نشر الكفر والإلحاد وزعزعة العقائد والتشكيك فيها.
عن طريق بث الشكوك والشبهات حول دين الله تعالى، وكتابه الكريم، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتدمير الأخلاق ونشر الرذائل عن طريق نشر الأفلام المخلة الهابطة، والصور الخليعة الماجنة، وفتح المجال في الدخول إلى غرف الشاشات والدردشة، والغرق في أوحال الدعارة والفساد، والتجسس على الأسرار الشخصية، مما أثر ذلك في انتهاك حرمات المسلمين، ووقوع الكثير من الفتيات في شباك أصحاب القلوب المريضة، الذين استغلوا ضعفهن في ابتزازهن، وانتهاك أعراضهن، مما أودى بكثير من البيوت إلى الانهيار والخراب، وأيضا التقليد الأعمى للغرب وهذا واقع حال كثير من المسلمين بتأثرهم بعاداتهم وتقاليدهم وأعيادهم، وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال ” لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم” قيل يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن؟ ” متفق عليه.