كنَ ذا أثر .. تذق طعم الحياة

أحمد فاروق الوليلي

سائق تاكسي ، استوقفه شخص فقير ، وشبه عاجز ، قال له : إلىٰ أين .؟!
قال له : إلىٰ أقصىٰ جادة في الجبل ، وما معي درهم أعطيك إيَّاه .!
قال له : حاضر …
أوصله إلىٰ آخر جادّة ، فلما نزل من مركبته ، أقبل عليه أولاده ، وسألوه : أجئتنا بالخبز يا أبت .؟!
فقال : لا والله ما جئت بالخبز وأخفىٰ السبب في نفسه لأنه لايملك المال ولأنه استحىٰ من السائق أن يطيل عليه المسافة والوقت دون أجرٍ أو مقابل .!
فأراد السائق أن يكمل معروفه ، فنزل إلىٰ جادة في أسفل الجبل، واشترىٰ خمسة أكياس خبز وذهب إليه ، وأعطاه إياها .!
أقسم السائق بالله أن أولاد الرجل الفقير التهموا نصف الخبز في دقائق ، من شدة جوعهم وفقرهم .!
بعد ذٰلك نزل السائق بسيارته من الجبل إلىٰ المدينة يسعىٰ في كسب رزقه ويبحث عن زبون وراكب جديد …
فاستوقفه سائحان وقالا له : أوصلنا إلىٰ المطار ، فأخذهما إلىٰ المطار ، وأعطاه ألفين وخمسمائة ليرة ، والتسعيرة الاعتيادية لهذه الرحلة خمسمائة ليرة فقط …
( خمسة أكياس خبز ) .
وهو في المطار جاءه سائحان آخران طلبا أن يوصلهما إلىٰ فندق في دمشق ، وأعطوه مئتي دولار، تعادل عشر آلاف ليرة .
( أضعافاً كثيرة ) .
هل تعرفون ماذا فعل السائق بعد هذا .؟!
بقية الحكاية غير متوقعة … وهي أكثر عمقاً من كل ما سبق .!
رجع السائق إلىٰ بيت الرجل الفقير في الجبل ، واشترىٰ لهم ما لذ وطاب من الفواكه ، والحلويات ، واللحوم …

وقال للرجل الفقير :
ساق الله لي كل هذا الرزق بسببك ، لأنني خدمتك ، وكانت خدمتي لك خالصة لوجه الله تعالىٰ ، وعدت إليك لأني أردت أن أعوّد نفسي وأربيها علىٰ التعلق بالله تعالىٰ فهو الرزاق، وأن أربّيها علىٰ التصدق وإخلاص النية.
على نياتكم ترزقون
كنَ ذا أثر .!
تذق طعم الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.