بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الجمعة 1 ديسمبر
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن من أجل حراسة الأعراض وحمايتها فقد حرم الإسلام الدخول على النساء لغير محارمهن كما حرم الخلوة بهن، حيث قال صلى الله عليه وسلم ” إياكم والدخول على النساء ” فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال ” الحمو الموت ” والحمو أخو الزوج وما أشبهه من أقاربه، ومن أجل حراسة الأعراض حرم الإسلام سفر المرأة بلا محرم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها محرم ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم”
فقام رجل فقال يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجّة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، فقال له “انطلق فحجّ مع امرأتك” رواه البخاري، فالمحرم حارس أمين للمرأة، فلا خلوة ولا ريبة، وحتى الجهاد يؤمر الرجل بتأجيله من أجل أن يحج مع امرأته، فلا تسافر وحدها، وحرم الإسلام كذلك خلوتها بالرجل الأجنبي عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان” متفق عليه، فلا يجوز أن تختلي المرأة بالسائق في السيارة، أو البائع في المتجر، أو بالطبيب في العيادة أو غير ذلك، ومن وسائل حراسة الأعراض هو الحياء، فالحياء لا يأتي إلا بخير ” وفي رواية ” الحياء خير كله ” متفق عليه، وجاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال.
“الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار” رواه الترمذي، وقال عليه الصلاة والسلام “إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت” رواه البخاري، ومن وسائل حراسة الأعراض هو غض البصر، حيث قال صلى الله عليه وسلم ” يا علي إن لك قصرا في الجنة فلا تتبع النظرة النظرة ” وقال القحطاني رحمه الله في نونيته واغضض جفونك عن ملاحظة النساء، ومحاسن الأحداث والصبيان، إن الرجال الناظرين إلى النساء مثل الكلاب تطوف باللحمان، إن لم تصن تلك اللحوم أسودها أكلت بلا عوض ولا أثمان، وكما أن من وسائل حفظ الأعراض هو عدم الخضوع بالقول، وتأتي التربية الإسلامية في طليعة الأسباب المهمة لحراسة الأعراض.
حيث قال تعالى في سوة القصص عن بنت شعيب عليه السلام ” فجاءته إحداهما تمشي علي إستحياء” وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليست بسلفعٍ من النساء خراجة ولاجة بل جاءت مستترة واضعة كم درعها على وجهها، وإن الرجل هو المسؤول الأول عن أهل بيته حيث قال عليه الصلاة والسلام ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته ” فيأمرهم بطاعة الله،وينهاهم عن معصية الله ويحذرهم من كل فعل خاطئ بالكلمة الهادفة الطيبة، وإذا فرط الرجال في القوامة ضاعت الأعراض، فعلى الآباء والأزواج أن يحذروا من الثقة الزائدة في النساء وإطلاق الحبل على الغارب للأغرار من الأبناء والبنات فهي من أسباب ضياع الأعراض فقال الفاروق عمر رضي الله عنه ” النساء كلحم على وضم إلا ما ذب عنه والذابون عنه هم الرجال”