الدكروري يكتب عن يهدون بالحق وبه يعدلون


بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم السبت 25 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، لقد كانت صورة مشرقة، ولوحة رائعة يزينها مسارعة الصحابة، ومبادرتهم إلى فعل الخيرات، وذلك يوم أن عظم الخطب واشتد الأمر علي رسول الله صلي الله عليه وسلم في يوم تبوك الذي سماه الله تعالى يوم العسرة وقد فتح الرسول صلى الله عليه وسلم باب التبرع علانية حتى يحفز المسلمين وكان أول القائمين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهذا أبو مسلم الخولاني عندما كان يقوم الليل فإذا تعبت قدماه ضربها بيديه قائلا ﻗﻮﻣﻲ ﻓﻮ الله ﻷ‌ﺯﺣﻔﻦ ﺑﻚ ﺇﻟﻰ الله ﺯﺣﻔﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﻠﻞ ﻣﻨﻚ ﻻ‌ ﻣﻨﻲ، ﺃﻳﻈﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺄﺛﺮﻭﺍ ﺑﻪ ﺩﻭﻧﻨﺎ ﻭالله ﻟﻨﺰﺍﺣﻤﻨﻬﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺯﺣﺎﻣﺎ.

ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﺧﻠﻔﻮﺍ ﻭﺭﺍﺀﻫﻢ ﺭﺟﺎﻻ‌، فهو يريد المنافسة ويريد أن يزاحم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار الآخرة، وهنيئا له بهذه المنافسة الشريفة، فالأمة الإسلامية هى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون وهؤلاء يقابلهم أعداء الرسل ويحاربونهم ويضعون في طريقهم الأذى والشوك، فلا يضرونهم إلا بالتعب والجهد واللأواء، وهذه خصومة طبيعية، لكن الطريق ماض، والقافلة مستمرة لا يمكن أن يؤثر هؤلاء فيها توقفا، وفي الآيات والأحاديث التي وردت فى شأن الخصومة، بين الحق والباطل وهي كثيرة نلاحظ عدة ملاحظات مهمة جدا للمسلم في هذا العصر، وهو يلاحظ حركة الصراع بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال، وأريد أن ألقى الضوء على بعض الأمور المهمة التي يحتاج إليها المؤمن في هذا العصر.

وهى قوة الروابط بين الأعداء في هذا العصر، فالملاحظة الأولى وهي الرابطة الوثيقة التي يتناصر بها أعداء الرسل، فيقول الله تبارك وتعالى فى سورة الأنعام ” وكذلك جعلنا لكل نبى عدو شياطين الإنس والجن” فكل هؤلاء مصنفون في عداد أعداء الأنبياء، ثم قال تعالى ” يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غروا” وهذا هو اتحاد أهل الكفر في مواجهة الإسلام، فأعداء الرسل هم أعداء الإسلام يتناصرون بمقتضى بالعداوة، وقد يكونون بينهم من البور والخلاف الشيء الكثير، لكنهم حين يواجهون الإسلام يكونون صفا واحدا، فليس من الضرورى أن تكون ولايتهم مطلقة، بل ولاية بعضهم لبعض قد تكون مطلقة وقد تكون أمام الإسلام فقط، فمثلا اليهود والنصارى بينهم عبر التاريخ خصومات طويلة.

ومجازر رهيبة، وخاصة اليهود طالما تسلطوا على النصارى وآذوهم، وسفكوا دماءهم وأحرقوهم بالنيران، والعكس كذلك، ومع ذلك الله عز وجل يقول بعضهم أولياء بعض، أى فى حرب الإسلام ومواجهته يقول القائل وليس غريبا ما نرى من تصارع هو البغى لكن للأسامى تجددا، وأصبح أحزابا تناحر بينها وتبدو بوجه الدين صفا موحدا، فحين يكون العدو والخصم هو الإسلام، ينسون خصوماتهم الداخلية والفرعية ويوحدون الوجهة ضد الإسلام وأهله فهذا أمر ملحوظ في ولاية أعداء الرسل بعضهم لبعض، وهذه الولاية توجب على حملة الإسلام أنه لا بد أن يكون بعضهم لبعض أولياء أيضا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.