الدين والإنسان

بقلم الكاتب / عاشور كرم

إن الله سبحانه وتعالى خلقنا جميعا من ذكر وأنثى من أب وأم واحدة ادم وحواء عليهما السلام ، بعد ذلك جعلنا شعوبا وقبائل لتعارف فيما بيننا ونتزاوج فيما بيننا لتزداد أعدادنا ونسلنا ولكن كل إنسان يعمل فلا فرق بين إنسان واخر إلا بعمله الصالح الذي يعمله فالمولى عز وجل يقول: (( يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ))

إن الدين الإسلامي رسالة إسلامية انسانيه ساميه في جوهرها القيم النبيلة الجامعة لكل معاني الخير فهي دعوه للخير والسلام كما أنها دعوه تعمل على إسعاد البشرية كلها فالله سبحانه وتعالى يقون : في كتابه (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) ويقون نبينا صلى الله عليه وسلم ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))

كرم الله الإنسان بغض عن لونه أو جنسه أو لغته أو عرقه فالله سبحانه يقول :((ولقد كرمنا بني آدم )) ويخص المولي عز وجل الإنسانية جميعا ولم يخص المسلمين أو المؤمنين وحدهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أبوكم واحد ألا لا فضل علي عربي ولا أعجمي ولا لاعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا اسود على أحمر إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله ألقاكم ))
إن دينا الإسلامي حفظ النفس البشرية وحفظ لكل نفس الدم فلا إزدراء على الدين أو قتل المعتقد حيث يقول الله سبحانه وتعالى :((ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ))
كما يقول سبحانه وتعالى : (( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ))

ويقون النبي صلى الله عليه وسلم (( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما ))
كما أن الدين الإسلامي كف عن أذى الآخرين بل حث على أن يقوم المسلم بتحمل الأذى والتسامح لأن التسامح خلق أصيل في ديننا وفي ثقافتنا وفطرتنا وإذا تأملنا في كتاب الله عز وجل نجده يدعو إلى التسامح فيفون الله عز وجل ((خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ويقول أيضآ ((وليعفو وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ،
والله غفور رحيم كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :(( رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى ))
فقيمة التسامح في الإسلام عظيمة وهو أيضآ منهج التعامل مع الناس جميعا في قبولهم بعضهم البعض واحترامهم لبعض وإنصافهم لبعض في كل شيء في البيع والشراء والتقاضي وسائر جوانب الحياه كلها ،

فالقيم الإنسانية الرفيعة يدعو إليها الدين الإسلامي فالكلمة الطيبة صدقة والكلمة الطيبة تجمع الناس فيقول الله سبحانه وتعالى : (( قولوا للناس حسنا ))
إذ علينا أن نقول كل شيء حسن لاخواننا في الإسلام والله سبحانه وتعالى يقول (( قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ))
ولكن الدين الإسلامي وجهنا إلى أن أهم القيم الإنسانية قيم الرحمه والتراحم التي تعمل على العوده بالنفع للمجتمع كله وهو تجيد لمبدأ الأخوة الإنسانية ليؤسس إلى مجتمع مترابط يقوم على الحب والعطاء فالله سبحانه وتعالى يقول (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين

وأخيرا اختتم حديثي بأننا

في أشد الحاجة إلى الوعي بحقيقه الدين والقيم الإنسانية التي يسخر بها حتى تستقر مجتمعاتنا ويسودها الألفة والمقام ونؤكد على أنه من خرج عن القيم الإسلامية لم يخرج على مقتضى الأديان فحاس وإنما يخرج على مقتدى الإنسانية وينسلخ من اداميته إلي الفطرة السليمة وهي فطره الاسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.