الدكروري يكتب عن أسباب كشف كرب يوم القيامة


بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله مصرف الأمور، ومقدر المقدور، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وهو الغفور الشكور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنفع يوم النشور، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالهدى والنور، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، فازوا بشرف الصحبة وفضل القربى ومضاعفة الأجور، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الآصال والبكور، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد الذي وضح لنا بأن أرواح الشهداء في جوف طير خضر لها قناديل معلقة تحت العرش تسرح في الجنة حيث شاءت، والشهادة صفقة رابحة مع رب كريم فالله أكبر ما أعظمه وأجله من تبايع الله المشتري والثمن جنات النعيم، وقد ربح هذه البيعة الصحابي الجليل حارثة بن سراقة رضي الله عنه وكان قتل يوم بدر.

أتت أمه إلى رسول الله وقالت يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء؟ قال يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى” رواه البخاري، فإن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله مابين الدرجتين كما بين السماء والأرض ومن راح روحة في سبيل الله كان له بمثل ما أصابه من الغبار مسكا يوم القيامة وقال صلى الله عليه وسلم ” رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات جرى عليه الذي كان يعمله وأجرى عليه رزقه وأمن الفتان” رواه مسلم، وعندما تتعلق قلوبنا بالدنيا ومتاعها وعندما نركن للدنيا حبا في الحياة وكراهية للموت فإن الدنيا لا تساوي شيئا أمام الجهاد في سبيل الله والاستشهاد في سبيله قال صلى الله عليه وسلم.

” رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها” رواه البخاري، وكما إن الإحسان إلى ضعفاء المسلمين المحتاجين لمن أعظم أسباب النصر على الأعداء، ودفع البلاء عن الأمة، وجلب الرزق، وكشف كرب يوم القيامة، وإن كنتم أهل معاملات تجارية مع الناس في أى نوع يعود عليكم بالمكاسب المباحة فطهروا هذه المكاسب بالتصدق بشيء منها باستمرار، لعل الله أن يخفف عنكم بالصدقة بعض ما يحصل منكم فيها من تقصير، وإن الصدقة تعتبر من أعظم التحديات التي من الممكن أن يقوم بها العبد، لأننا نعرف الحب الشديد للمال، والحرص عليه، وحذرنا نبينا الكريم من التعرض إلى فتنه المال في الكثير من الأحاديث النبوية، فضل الصدقة تحمينا من فتنة المال.

كما أنها تعتبر من الأمانات التي تتواجد عند العباد، والتي لابد أن ينفقونها في سبيل الله، والله تعالى يبارك للذين ينفقون أموالهم في سبيل، ويضاعف لهم الأجر، وعظيم الثواب في الدنيا، كما ذكر في القرآن الكريم أن الحسنات تضاعف إلى عشر أمثالها، والله يقبض، ويبسط، وإليه يرجع جميع العباد، وهناك الكثير من المعايير التي يقاس بها إيمان العبد، ومنها الصدقة، فهي خير دليل، وبرهان على إيمان العبد، وتعتبر مثل جهاده في سبيل الله، كما تكون الصدقة يوم القيامة من سبل النجاة من العذاب الأليم، فالصدقات تضاعف الأجر، والثواب عند الخالق عز وجل، وتأتي يوم القيامة ترفع من قيمة العبد، والصدقة تكفر السيئات، وتزيد من الحسنات، وإن العبد الذي يتصدق يستظل يوم القيامة بظل الخالق عز وجل، وإن الصدقات تزيد من المال، والبركة، والنماء، كما ورد في الأحاديث النبوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.