بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله مصرف الأمور، ومقدر المقدور، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وهو الغفور الشكور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنفع يوم النشور، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالهدى والنور، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، فازوا بشرف الصحبة وفضل القربى ومضاعفة الأجور، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الآصال والبكور، أما بعد إن الإسلام دين رحمه ودين سماحه ودين تصالح وتسامح ولم يكن يوما دين ارهاب، أما الإرهاب والإرعاب هو ما تفعله دول الكفر بمواطنيها وما تقترفه من انتهاك لحقوق الإنسان في كل بلد إسلامي، واستهانة بالجسد البشري والحق الإنساني ولقد أوردت وسائل الإعلام المختلفة على مدى سنوات عديدة ما يحصل للمسلمين العزل على أيدي الكفرة.
من قتل وذبح وتمثيل وتقطيع وتشويه واغتصاب وتعذيب وأذية ووالله لا ينكر ذلك حتى الكفار أنفسهم وما لقيه المسلمون في كوسوفا والبوسنة والهرسك على أيدي الصرب لهو أعظم دليل ثم تبعه ما حصل للشيشان على أيدي الروس، وما يحصل للمسلمين في الفلبين والنيجر ونيجيريا وإندونيسيا لهو أمر فظيع وخطب وجيع مقابر جماعية، واغتيالات عدوانية وتعصبات دينية وطائفية وما تبثه وسائل الإعلام اليوم من انتهاك صارخ لحقوق الإنسان في أفغانستان، والعراق وفلسطين لهو أمر تدمع له المقل وتموت له قلوب العقل كل ذلك حقدا دفينا على الإسلام وأهله ألا وإن ما ينادي له الغرب الكافر من تحرر من قيود الشريعة الإسلامية، أو ما يسمونه بالحرية الديمقراطية كنبذ الحجاب وخلع الجلباب وقتل الحياء وزرع البذاء وخروج المرأة كاسية عارية ودعوة إلى الدعارة.
وشرب الخمور لتموج الأمور وتغيير المناهج وانتشار الفضائيات ومشاهدة مناظر المجون والرقص وترهات الغناء والمسلسلات الفاضحة والبرامج الفاسدة لهو ضربة قاسية في عقر دار المسلمين كل ذلك لإبعاد الناس عن دينهم، حتى تصبح الحرية العامة المطلقة هي شعار سكان الكرة الأرضية، فإن حصل ذلك ولن يحصل بحول الله وقوته، فهناك سيغضب الله على أهل الأرض كلهم ويمقتهم جميعهم، وينزل بأسه بهم، وعقوبته عليهم فوالله ليس بينهم وبين الله واسطة ولا رحم إلا الخوف منه سبحانه، وتقواه ظاهرا وباطنا، واسمعوا قول الله عز وجل لما عذب قوم لوط على فعلتهم الشنيعة ، وأنزل بهم عقوبة رادعة فظيعة قال سبحانه وتعالي ” مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد ” وقال سبحانه وتعالي ” وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القري وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد “
فعلى جميع المسلمين أن يعودوا إلى دينهم وينفضوا عن رؤوسهم غبار تقليد الكفار واتباع الفجار، فذلك طريق الفلاح والفوز برضى الله عز وجل، فإن من مواقف جبر الرسول صلى الله عليه وسلم لخاطر الصحابة عندما كشفت الريح، ساق ابن مسعود رضي الله عنه، فضحك الصحابة عليه، فجبر الله بخاطره، وأعلى من شأنه، فقل “والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد” وهكذا يعمل جبر الخواطر على البهجة والسرور في قلب أخيك المؤمن، فصافحه وعانقه، وشاركه في الحزن والفرح، وليكن للأهل نصيب من جبر الخواطر، وخاصة الوالدين والزوجة والأولاد، وتذكروا أنها عبادة عظيمة أمرنا الله بها، فجبر الخواطر أمر عظيم، وخلق إنساني نبيل، يدل على سلامة الصدور، وسمو النفس، ورجاحة العقل، ويجبر بها الخواطر المنكسرة.