بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد كان الصحابي الجليل والقائد الفذ سيف الله المسلول خالد بن الوليد قبل إسلامه من أشد عتاة الكفار ضد المسلمين حقدا وحسدا، حتى جاء رسول الله صلي الله عليه وسلم معتمرا، هو وأصحابه إلى مكة ورأى خالد في نفسه أن شأن قريش ينخفض في العرب يوما بعد يوم، وهذا الحديث دار بين الوليد بن الوليد أخو خالد بن الوليد، وكان مسلما وبين النبي صلى الله عليه وسلم، قال النبي الكريم صلي الله عليه وسلم للوليد أين خالد؟ قال يأتي به الله يا رسول الله قال ما مثله يجهل الإسلام، ولو كان جعل نكايته مع المسلمين كان خيرا له ولو جاءنا لا كرمناه وقدمناه على غيره فسر الوليد بذلك وبعث إلى اخيه رساله مفادها كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدم خالد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونطق الشهادتين.
فقال النبي الكريم صلي الله عليه وسلم الحمد لله الذى هداك قد كنت أرى أن لك عقلا رجوت إلا يسلمك الا إلى خير فقال يا رسول الله ادعو الله أن يغفر لي فدعا له، فيا أخي المسلم أنزل الناس منازلهم تعينهم على الهداية وابحث عن حسناتهم، واحفظ لأخيك ماء وجهه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ” إن نفرا من أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر؟ فقال بعضهم لا أتزوج النساء، وقال بعضهم لا أنام على فراش، فجاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه فقال “ما بال أقوام قالوا كذا وكذا؟ لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني، فتأمل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
” ما بال أقوام لم يوبخهم ولم يذكر اسمائهم ” وينبغي علي المسلم أن يتعلم كيف يكون صدره رحب بتقبل النقد فأن رسول الله الكريم محمد صلي الله عليه وسلم وهو لم يفعل شيئا من تلقاء نفسه وإنما قال تعالي في سورة النجم ” وما ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي” ولكنه تعرض للنقد وتقبله من اجل الدعوة ونشر الإسلام فهلا تقبلت أخي المسلم انت مرة وأحدة في الله تعالي نقد من حولك من زوج أو او مدير أو أب أو أم تقبله لله واحتسب وحاول ان تصلح نفسك فقد قالها عمر بن الخطاب من قبل ” رحم الله امرأ اهدى إلى عيوبي ” ولقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يجتهد في العبادة، فيقول صلى الله عليه وسلم، عندما سُئل عن سبب صيامه ليوم الاثنين، قال “ذاك يوم ولدت فيه”
فالنبي صلى الله عليه وسلم عظم يوم ولادته بالصيام لا بالاحتفال، فلماذا لا يسع البعض ما وسع النبي صلى الله عليه وسلم؟ ولماذا نترك السنة التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم في يوم ولادته وهي الصيام ونفعل البدعة وهي الاحتفال، ويقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه “اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم” فإن الاحتفال بموالد العظماء والصالحين عادة أخذها المسلمون من نصارى الشام ومصر عند ما رأوهم يحتفلون بميلاد نبى الله عيسى عليه السلام، فقلدوهم في ذلك ظنا منهم أن في هذا تعظيما للنبي صلى الله عليه وسلم، ونسوا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن التشبه بهم، وخاصة في أعيادهم ومناسباتهم الدينية، ثم توسع الأمر وأحدث الشيعة إضافة إلى مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
مولدا للإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه ومولدا للحسن ومولدا للحسين، ومولدا لفاطمة رضي الله عنهم جميعا، وأما اليوم فقد توسع الأمر أكثر وأكثر، فوجدت الموالد المختلطة، ووجدت الموالد التي يدعى إليها المطربون والممثلون لإلقاء الألحان والترانيم، كما نشاهده في وسائل الإعلام في بعض الدول الإسلامية، ويقول النبى صلى الله عليه وسلم ” خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم” ويقول أيضا “فإنه من يعش منكم بعدي، فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار”