بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام علي بن الفضيل بن عياض، وروري عن فضيل بن عياض قال بكى علي ابني فقلت يا بني مايبكيك قال أخاف ألا تجمعنا القيامة، وقال لي ابن المبارك يا أبا علي ما أحسن حال من انقطع إلى الله فسمع ذلك على ابني فسقط مغشيا عليه، وعن محمد بن ناجية قال صليت خلف الفضيل فقرأ ” الحاقة ” في الصبح فلما بلغ إلى قوله ” خذوه فغلوه ” غلبه البكاء فسقط ابنه علي بن الفضيل مغشيا عليه، وعن عبد الصمد بن يزيد سمعت الفضيل يقول أشرفت ليلة على علي وهو في صحن الدار وهو يقول النار ومتى الخلاص من النار وقال لي يا أبا سل الذي وهبني لك في الدنيا أن يهبني لك في الآخرة ثم قال لم يزل منكسر القلب حزينا ثم بكى الفضيل.
ثم قال كان يساعدني على الحزن والبكاء يا ثمرة قلبي شكر الله لك ما قد علمه فيك، وعن ابن عيينة قال ما رأيت أحدا أخوف من الفضيل وابنه، وعن شهاب بن عباد قال كانوا يعودون علي بن الفضيل وهو يمشي فقال لو ظننت أني أبقى إلى الظهر لشق علي، وعن الفضيل قال اللهم إني اجتهدت أن أؤدب عليا فلم أقدر على تأديبه فأدبه أنت لي قال أبو سليمان الدراداني كان علي بن الفضيل لا يستطيع أن يقرأ ” القارعة ” ولا تقرأ عليه، وعن محمد بن أبي عثمان قال كان علي بن الفضيل عند سفيان بن عيينة فحدث بحديث فيه ذكر النار فشهق علي شهقة ووقع فالتفت سفيان فقال لو علمت أنك هاهنا ما حدثت به فما أفاق إلا بعد ماشاء الله وبه قال الفضيل لابنه لو أعنتنا على دهرنا فأخذ قفة.
ومضى إلى السوق ليحمل فأتاني رجل فأعلمني فمضيت فرددته وقلت يا بني لست أريد هذا أو لم أرد هذا كله وبالاسناد عن فضيل أنهم اشتروا شعيرا بدينار وكان الغلاء فقالت أم علي للفضيل قورته لكل إنسان قرصين فكان علي يأخذ واحدا ويتصدق بالآخر حتى كاد أن يصيبه الخواء وبه أن عليا كان يحمل على أبا عر لابيه فنقص الطعام الذي حمله، فحبس عنه الكراء فأتى الفضيل اليهم فقال أتفعلون هذا بعلي فقد كانت لنا شاة بالكوفة أكلت شيئا يسيرا من علف أمير فما شرب لها لبنا بعد قالوا لم نعلم يا أبا علي أنه ابنك، وعن الفضيل قال اهدى لنا ابن المبارك شاة فكان ابني لايشرب منها فقلت له في ذلك فقال إنها قد رعت بالعراق، وعن أبا سعيد الخراز سمعت إبراهيم بن بشار يقول.
الآية التي مات فيها علي بن الفضيل في الأنعام ” ولو ترى إذ وققفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ” مع هذا الموضع مات وكنت فيمن صلى عليه رحمه الله، وعن فضيل بن عياض عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله عن أم مبشر قالت دخل علي النبي صلي الله عليه وسلم وأنا في نخل لي فقال “من غرس هذا النخل أمسلم أو كافر فقلت مسلم قال إنه لايغرس مسلم غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولاسبع ولا طائر إلا كان له صدقة ” أخرجه مسلم.