خطبة عن حق الزوج على زوجته

بقلم الشيخ / عماد البية

إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله العظيم من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له بذكره تطمئن القلوب وتغفر الذنوب وتستر العيوب وتفرج القروب القائل في محكم التنزيل
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم موده ورحمه إن في ذلك لآيات لقوم
يتفكرون ).. الآية 21 سوره الروم لا تشتكي الأيام فليس لها بديل ولا تحزن على الدنيا ما دام آخرها رحيل
واجعل ثقتك باͿ ليس لها مثيل وعش في شكره تجد كل ما فيها جميل وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا يوم
القيامة سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه الذي ظللته الغمامة ومشي على الرمل فلم تظهر له علامة وكان
رحيما بالفقراء واليتامى وهو شفيعنا وشفيعهم يوم القيامة يوم الحسرة والندمة كان خير الناس للناس القائل
في حديثه الذي راوته أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله أيما أمرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت
الجنة.. رواه بن ماجه والترمذي فصلاة وسلاما عليك سيدي يا رسول الله عليك وعلى آله وأصحابك الأخيار
من المهاجرين والأنصار ورد اللهم عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أما بعد في يا أخوه الإيمان والإسلام إن
أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وشر الأمور محدثاتها وكل
محدثة بدعةوكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فاستمع معي إلى الواحد القهار استمع معي إلى رافع
السماء بلا عمد استمع معي إلى باسط الأرض على ماء جمل استمع معي إلى من لا تراه العيون استمع معي
إلى من أمره بين الكاف والنون استمع معي إلى من لو أراد شيئا أن يقول له كن فيكون وهو يقول سبحانه في
سوره النساء وبالتحديد في الآيه 34 (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما
انفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله) إن لحياة الزوجية حقوق وواجبات وتعاون
ومودة ورحمه وقد جعل الله للنساء من حقوق من الزوجية على الزوج أو على الرجال مثل ما للرجال عليهن
فقال( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) الآيه سورة البقرة… فكل بيت يلزمه قيم يقوم عليه ويديره ويحفظه
ويرعاه وهذا القيم لابد وأن يسمع له ويطاع وقوامه الرجل على المرأة بشيئين كما ذكر الله في كتابه الكريم
أولها بما فضل الله بعضهم على بعض والثاني وبما أنفقوا من أموالهم أي بما فضل الله به الرجال على النساء
في أصل خلقهم من قوة الرجل ورجحان عقله وجلادته وصبره وقوله وبما أنفقوا من أموالهم أي بما ينفقه
الرجل من ماله على المرأة منذ عقده عليها فيجب عليه المهر ويجب عليه الإطعام والكسوة والمسكن وتتأكد
قوامة الرجل على المرأة بقوله تعالى (وللرجال عليهن درجة) الآيه 228 البقرة ولذلك قال المعصوم محمد
صلوات الله وسلامه عليه مبينا فضل الزوج على زوجته لو كنت آمراًأحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن
تسجد لزوجها أخرجه الترمذي وهو سجود العرفان ولذلك عندما جاء رجلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ابنته
وقال يا رسول الله إن ابنتي هذه أبت أن تتزوج فقال لها الحبيب محمد اطيعي أباك فقالت لا حتى تخبرني ما حق
الزوج على زوجته فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الزوج على زوجته أن لو كان به قرحة فلحستها أو سأل
منخراره دما أو قيحا فلحسته ما أدت حقه فقالت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أتزوج أبدا فقال الحبيب
محمد لا تنكحوهن إلا بإذنهن ولذلك لما سئل الحبيب محمد أي النساء خير قال الذي تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا
أمر ولا تخالفه في ما يكره في نفسها وماله أخرجه أحمد وكذلك فالمرأة لا تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه
ويقصد به صوم التطوع أخرجه البخاري ومسلم ولا تأذن لاحد في بيته إلا بإذنه ولا تخرج إلى المسجد إلا
بإذنه أخرجه البخاري وإذا دعاها إلى فراشه وجب عليها طاعته فإن أبت لعنتها الملائكة حتى تصبح والذي
في السماء ساخطا عليها وهو الله والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو أمرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان
الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها رواه البخاري وليس للمرأة أن تعترض على ذلك الحكيم
العليم اللطيف الخبير فهو القائل سبحانه( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما
اكتسب وللنساء نصيب مما اكتسب وأسال الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما )الآيه 32 النساء وهذه القوامة مسؤلية أمام الله عز وجل فكما أن أي قائم على شيء مسؤل أمام الله عما تحت يديه ولذلك قال الحبيب محمد إن أول من
يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله أمام عادل فالرجل مسؤول عن من هو تحت يديه ولذلك قال الحق سبحانه(
يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجاره عليها ملائكه شداد لا يعصون الله ما
أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) الآيه 6 التحريم ولذلك قال الحبيب محمد في الحديث الذي رواه البخاري من روايه
بن عمر كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته عنهم
والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم والمرأه راعيه على بيت بعلها وولده وهي مسؤوله عنهم
والعبد راع على مال سيده وهو مسؤل عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته وليس القوامة كما يفهمها
البعض أن يكون الرجل فظا غليظا جلفا ولكن لا بد أن يتحلى بحسن الخلق والرفق واللين فهذا هو النبي الذي
أمرنا الله بطاعته والأمتثال بأمره رزقه الله وأمره أن يخفض جناحه للمؤمنين وحذره أن يكون فظا غليظ القلب
فقال فبما رحمه من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حوله واستغفر لهم إن الرفقه لا يكون
في شيء الا زانه رواه مسلم فعلى الزوجة أن تطيع زوجها فيما لا يغضب الله سبحانه ولذلك عندما سألت أم
المؤمنين عائشة رضوان الله عليها الحبيب محمد أي الناس أعظم حقا على المرأه قال زوجها قال زوجها قالت
فأي الناس أعظم حقا على الرجل قال أمه فعلى المرأة ألا تمنع نفسها عن زوجها حين يطلبها وألا تصوم
تطوعا إلا بإذنه وألا تتصدق من ماله إلا بإذنه ولذلك قال بن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله لامرأة من
خثعم أن حق الزوج على زوجتة أن سأل لها نفسها وهي على ظهر قتب أي بعير لا تمنعه نفسها ومن حق
الزوج أن لا تصوم إلا بإذنه فإن فعلت لعنتها ملائكة السماء وملائكة الرحمة وملائكة العذاب وألا تعطي من
بيتها إلا بإذنه فإن فعلت كان له الأجر وعليها الوزر وليس للمرأه أن تأذن لأحد من الأقارب أو الأجانب بدخول
البيت مادام الزوج يكره ذلك وهذا ما أشار إليه الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه في خطبة حجة الوداع
ألا إن لكم على نسائكم حقا ألا إن حقكم على نسائكم فلا يوطئنا فراشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن
تكرهون إلا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن والمراد لا يدخلنا من يكرهه الزوج يقول
الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه أما المرأة التي تؤذي زوجها الصالح فالحور العين تدعوا عليها كما
روى معاذ بن جبل قال الحبيب محمد لا تؤذي أمرأة زوجها في الدنيا إلا وقالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه
قاتلك الله وإنما هو دخيل عندك ويوشك أن يفارقك إلينا أخرجه بن ماجه والترميزي قال الحبيب محمد فيما
يرويه الإمام أحمد في مسنده من روايه عبد الرحمن بن عوف إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها
وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها دخول الجنة من أي أبواب الجنة شئت أو كما قال التائب من الذنب
حبيب الرحمن فاستغفروه إنه كان غفورا رحيما……