الدكروري يكتب عن الإمام العادل المقتول


بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن زهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعن حياته ومولدة، وإن الإمام العادل لا يوجد أي مسوّغ لقتله، لأن الناس مؤمنهم وكافرهم يرضون بالعدل، ويحبون الحاكم العادل، ويخضعون له، وعدل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يخفى على أحد، حتى شهد له به أعداؤه، ولكن أهل الأحقاد والضغائن لا يشفع عندهم عدله وإن عدل، وهذا ما كان في قلب المجوسي أبي لؤلؤة ومن معه ممن تآمروا على قتل عمر، ولم يُشفي ما في صدورهم من غيظ إلا دم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعندما نرى اليوم أمورا زادت وتفاقمت وتعدت كل الحدود من إنفلات أخلاقى ومن بلطجه ومن جرائم قتل واغتصاب يجب علينا أن نتذكر القصاص.

ويجب علينا أن نتذكر عدل عمر بن الخطاب رضى الله عنه فلقد كان الفاروق قدوة في عدله، فأسر القلوب وبهر العقول، فالعدل في نظره دعوة عملية للإسلام به تفتح قلوب الناس للإيمان، وقد سار على ذات نهج الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم، فكانت سياسته تقوم على العدل الشامل بين الناس، وقد نجح في ذلك على صعيد الواقع والتطبيق نجاحا منقطع النظير لا تكاد تصدقه العقول حتى اقترن اسمه بالعدل، وبات من الصعب جدا على كل من عرف شيئا يسيرا من سيرته أن يفصل ما بين الاثنين، وقال ابن مسعود رضى الله عنه لقد كان إسلام عمر فتحا، وهجرته نصرا، وإمارته رحمة، ولقد كنا وما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر، فلما أسلم قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه.

وكان سبب إسلامه أنه كان شديدا على من أسلم، فلما علِم أن أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد أسلما، جاء إليها وعندهما خباب يقرئهما، فاختبأ خباب، فبطش بختنه وأقبلت أخته لتكفه عن زوجها، فشجّها، فأدماها، ثم ندم فقال أعطني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرؤون آنفا، فقالت له إنك نجس مشرك، وإنه لا يمسّها إلا الطاهر، فقام فاغتسل، ثم قرأ منها سطرا واحدا، وقال ما أحسن هذا الكلام وأكرمه، يقال هي سورة طه، ولما قال ذلك، خرج إليه خبّاب ووعظه، وقال له سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسِ يقول ” اللهم أيّد الإسلام بأبي الحكَم بن هشام أو بعمر بن الخطاب ” فالله الله يا عمر، فقال له دلني على محمد، فقال له هو في بيت عند الصفا مع نفر من أصحابه، فجاء فاستأذن، فارتاع من هناك لاستئذانه.

فقال حمزة رضي الله عنه نأذن له، فإن كان يريد خيرا بذلناه له، وإن كان يريد شرا قتلناه بسيفة، ولقد قامت دولة الخلفاء الراشدين على مبدأ العدل وما أجمل ما قاله ابن تيمية إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة، وبالعدل تستصلح الرجال وتستغزر الأموال، وما نجح الفاروق عمر بن الخطاب الإ بالعدل بين الرعيه وما عدل عمر حتى إتبع مبدأ المساواة، وأما مبدأ المساواة الذي اعتمده الفاروق في دولته، فيعد أحد المبادئ العامة التي أقرها الإسلام حيث قال تعالى في سورة الحجرات ” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.