الدكروري يكتب عن الصدقة في حياة ابن عمر


بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن الصحابي عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وقيل أنه كان ابن عمر كثير الصدقة، فقد روي أنه أتاه بضع وعشرون ألفا في مجلسه، فما قام حتى وزعها، وروى نافع أن ابن عمر فرّق في مجلس ثلاثين ألفا، ثم أتي عليه شهر ما أكل لحما، وأن الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان بعث إليه بمائة ألف، فما انقضى العام حتى نفدت جميعها، وكان ابن عمر يشتري الرقيق، ثم يعتقهم، وكان إذا رأى من رقيقه أمرا يُعجبه أعتقه، فعرف رقيقه ذلك منه، فكانوا يحسنون العمل أمامه، فيعتقهم، فعاتبه أصحابه قائلين والله يا أبا عبد الرحمن ما هم إلا يخدعونك، فيقول من خدعنا بالله انخدعنا له، وقال ابنه سالم أن ابن عمر ما لعن خادما قط إلا واحدا، فأعتقه.

وقد ذكر مولاه نافع أن ابن عمر أعتق ألف إنسان أو يزيد، وقال طاووس بن كيسان ما رأيت مصليا مثل ابن عمر أشد استقبالا للقبلة بوجهه وكفيه وقدميه، وكان حريصا على أن يبدأ الناس بالسلام، وكما كان ابن عمر يتتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم، وأوامره وأحواله ويهتم بها، والذى كان يتتبع خطوات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قالت السيده عائشة بنت أبي بكر رضى الله عنهما ” ما كان أحد يتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم، في منازله، كما كان يتبعه ابن عمر” فكان الذي يرى حرصه على تتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم، يظن أن به شيئا من الجنون، وكان إذا قَدِم من سفر بدأ بزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر وأبيه عمر قبل أن يتوجه إلى منزله، ويقول.

” السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه ” وكان كذلك من أحرص الناس على الابتعاد عن الشهوات، فقد قال عبد الله بن مسعود إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا, هو عبد الله بن عمر، وقال جابر بن عبد الله ما منا أحد أدرك الدنيا إلا مالت به ومال بها إلا عبد الله بن عمر، وقالت السيده عائشة بنت أبي بكر “ما رأيت أحدا ألزم للأمر الأول من ابن عمر” وكان ابن عمر يحضر مجالس عبيد بن عمير الليثي الواعظ القاص، فتهراقان عيناه بالدمع، وقد روى عبدالله بن عمر ألفين وست مائة وثلاثين حديثا بالمكرر، اتفقا له الشيخان البخارى ومسلم، على مائة وثمانية وستين حديثا، وانفرد له البخاري بأحد وثمانين حديثا، ومسلم بأحد وثلاثين حديثا، وقد قال الزهري، لا نعدل برأي ابن عمر.

فإنه أقام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ستين سنة، فلم يخف عليه شيء من أمره ولا من أمر الصحابة، وقال مالك بن أنس بلغ ابن عمر ستا وثمانين سنة، وقد وافى في الإسلام ستين سنة تقدم عليه وفود الناس، وقال أيضا كان إمام الناس عندنا بعد زيد بن ثابت عبد الله بن عمر، مكث ستين سنة يفتي الناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.