بقلم/ محمـــد الدكـــروري
لقد تربى الصحابي الجليل مؤذن الرسول صلي الله عليه وسلم، وأول من أذن للصلاة وأول من آمن من العبيد بلال بن رباح رضى الله عنه، وتعلم في مدرسة النبوة، ورافق النبى صلى الله عليه وسلم كثيرا، مما كان له الأثر الكبير في شخصيته، ولقد اكتشف النبي صلى الله عليه وسلم موهبته ومهارته وصوته الندى، فأمره أن يؤذن، فكان أول مؤذن في الإسلام، وقد قال عطاء الخراسانى كنت عند ابن المسيب فذكر بلال، فقال كان شحيحا على دينه، وكان يعذب في الله، فلقى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو كان عندنا شيء، ابتعنا بلال، فلقى أبو بكر الصديق العباس بن عبد المطلب رضى الله عنهما، فقال اشتر لى بلال، فاشتراه العباس، وبعث به إلى أبى بكر، فأعتقه، وروى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال.
“وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبشة، وصهيب سابق الروم” وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال كنا ستة نفر، فقال المشركون اطرد هؤلاء عنك، فلا يجترئون علينا، وكنت أنا وابن مسعود وبلال ورجل من هذيل وآخران، فأنزل الله تعالى كما جاء فى سورة الأنعام ” ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه” وكان رضي الله عنه خازن رسول الله الأمين، فعن عبدالله الهوزني قال لقيت بلال، فقلت يا بلال، حدثني كيف كانت نفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما كان له شيء، كنت أنا الذى ألي له ذاك منذ بعثه الله عز وجل، حتى توفى، وكان إذا أتاه الإنسان المسلم، فرآه عاريا، يأمرني به، فأنطلق، فأستقرض، وأشترى البردة، فأكسوه وأطعمه، وعن عبد الله بن أبى قتادة.
عن أبيه قال سرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة، فقال بعض القوم لو عرّست بنا يا رسول الله، قال “أخاف أن تناموا عن الصلاة” قال بلال أنا أوقظكم، فاضطجعوا، وأسند بلال ظهره إلى راحلته فغلبته عيناه فنام، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس، فقال “يا بلال، أين ما قلت؟” قال ما ألقيت عليّ نومة مثلها قط، قال “إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها عليكم حين شاء، يا بلال، قم فأذن بالناس بالصلاة” رواه البخارى، وعن أبي سعيد الخدرى، عن بلال قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا بلال، ألقِ الله فقيرا ولا تلقه غنيا” قال قلت وكيف لى بذلك يا رسول الله؟ قال “إذا رزقت فلا تخبأ، وإذا سئلت فلا تمنع” قال، قلت وكيف لي بذلك يا رسول الله؟ قال “هو ذاك وإلا فالنار”
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لقد أخفت في الله تعالى وما يخاف أحد، ولقد أوذيت فى الله وما يؤذى أحد، ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين ليلة ويوم، وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد، إلا شيء يواريه إبط بلال” وعن أبى الدرداء قال لما دخل عمر بن الخطاب رضى الله عنه الشام، سأل بلال أن يقره به، ففعل، قال وأخى أبو رويحة الذى آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبينه، فنزل بداري في خولان، فأقبل هو وأخوه إلى قوم من خولان، فقالوا إنا قد أتيناكم خاطبين، وقد كنا كافرين فهدانا الله، ومملوكين فأعتقنا الله، وفقيرين فأغنانا الله، فإن تزوجونا فالحمد لله، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله، فزوجوهما.